Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 84, Ayat: 14-19)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } قال مقاتل ظن أن لن يرجع إلى الله تعالى في الآخرة وهي لغة الحبشة ، وقال قتادة يعني ظن أن لن يبعثه الله تعالى . وقال عكرمة ألم تسمع إلى قول الحبشي إذا قيل له حر يعني أرجع إلى أهلك . ثم قال { بَلَىٰ } يعني : ليرجعنّ إلى ربه في الآخرة { إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً } يعني كان عالماً به من يوم خلقه إلى يوم بعثه قوله تعالى : { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ } يعني : أقسم بالشفق والشفق الحمرة والبياض الذي بعد غروب الشمس وهذا التفسير يوافق قول أبي حنيفة رحمه الله ، وروي عن مجاهد أنه قال : الشفق هو ضوء النهار ، وروي عنه أنه قال الشفق النهار كله ، وروي عن ابن عمر أنه قال : الشفق الحمرة وهذا يوافق قول أبي يوسف ومحمد رحمهما الله ثم قال { وَٱلَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } يعني : ساق وجمع وضم ، وقال القتبي أي حمل وجمع منه الوسق وهو الحمل ، وقال الزجاج أي ضم وجمع ، وقال مقاتل : " والليل وما وسق " يعني : ما يساق معه من الظلمة والكواكب . وقال الكلبي يعني : ما دخل فيه { وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ } يعني : إذا استوى وتم إلى ثلاثة عشرة ليلة ويقال إذا اتسق يعني : تم وتكامل { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ } قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي لتركبن بنصب التاء والباقون بالضم فمن قرأ بالنصب فمعناه لتركبن يا محمد من سماء إلى سماء ، ومن قرأ بالضم فالخطاب لأمته أجمعين يعني لتركبن حالاً بعد حال حتى يصيروا إلى الله تعالى من إحياء وإماتة وبعث ، ويقال : يعني مرة نطفة ومرة علقة ، ويقال : حالاً بعد حال ، مرة تعرفون ومرة لا تعرفون يعني يوم القيامة ، ويقال يعني السماء لتحولن حالاً بعد حال ، مرة تتشقق بالغمام ومرة تكون كالدهان . قرأ بعضهم ليركبن بالياء يعني : ليركبن هذا المكذب طبقاً عن طبق يعني : حالاً بعد حال يعني : الموت ثم الحياة .