Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 84, Ayat: 6-13)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال عز وجل : { يأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ } قال مقاتل يعني : الأسود بن عبد الأسد ويقال : أبي بن خلف ، ويقال : في جميع الكفار يعني : أيها الكافر إنك كادح يعني : ساع بعملك { إِلَىٰ رَبّكَ كَدْحاً } يعني : سعياً ، ويقال معناه إنك عامل لربك عملاً { فَمُلَـٰقِيهِ } في عملك ما كان من خير أو شر فالأول قول مقاتل ، والثاني قول الكلبي وقال الزجاج الكدح في اللغة السعي في العمل وجاء في التفسير إنك عامل عملاً فملاقيه أي ملاق ربك . قيل فملاقي عملك ثم قال عز وجل : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } يعني : المؤمن { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } يعني : حساباً هيناً { وَيَنقَلِبُ } أي : يرجع { إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } الذي أعد الله له في الجنة سروراً به ، وروى ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من نوقش في الحساب يوم القيامة عذب " فقلت أليس يقول الله تعالى فسوف يحاسب حساباً يسيراً يعني : هيناً قال ليس ذلك في الحساب إِنما ذلك العرض ولكن من نوقش للحساب يوم القيامة عذب ، ويقال حساباً يسيراً لأنه غفرت ذنوبه ولا يحاسب بها ويرجع من الجنة مستبشراً { وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ } يعني : الكافر يخرج يده اليسرى من وراء ظهره يعطى كتابه بها { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً } يعني : بالويل والثبور على نفسه { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } يعني : يدخل في الآخرة ناراً وقوداً قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة ويصلى سعيراً بنصب الياء وجزم الصاد مع التخفيف والباقون ، ويصلى بضم الياء ونصب الصاد مع التشديد فمن قرأ يصلى بالتخفيف فمعناه أنه يقاسي حر السعير وعذابه ، يقال صليت النار إذا قاسيت عذابها وحرها ومن قرأ بالتشديد فمعناه أنه يكثر عذابه في النار حتى يقاصي حرها { إِنَّهُ كَانَ فِى أَهْلِهِ مَسْرُوراً } يعني : في الدنيا مسروراً بما أعطي في الدنيا فلم يعمل للآخرة .