Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 1, Ayat: 6-7)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم } إلى آخرها . أما قوله : { اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ } ففيه تأويلان : أحدهما : معناه أرْشُدْنا ودُلَّنَا . والثاني : معناه وفقنا ، وهذا قول ابن عباس . وأما الصراط ففيه تأويلان : أحدهما : أنه السبيل المستقيم ، ومنه قول جرير : @ أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى صِراطٍ إذَا اعْوَجَّ الْمَوَارِدُ مُسْتَقِيم @@ والثاني : أنه الطريق الواضح ومنه قوله تعالى : { وَلاَ تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُون } [ الأعراف : 86 ] وقال الشاعر : @ … فَصَدَّ عَنْ نَهْجِ الصِّرَاطِ الْقَاصِدِ @@ وهو مشتق من مُسْتَرَطِ الطعام ، وهو ممره في الحلق . وفي الدعاء بهذه الهداية ، ثلاثة تأويلات : أحدها : أنهم دعوا باستدامة الهداية ، وإن كانوا قد هُدُوا . والثاني : معناه زدنا هدايةً . والثالث : أنهم دعوا بها إخلاصاً للرغبة ، ورجاءً لثواب الدعاء . واختلفوا في المراد بالصراط المستقيم ، على أربعة أقاويل : أحدها : أنه كتاب الله تعالى ، وهو قول علي وعبد الله ، ويُرْوَى نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم . والثاني : أنه الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد الله ، ومحمد بن الحنفية . والثالث : أنه الطريق الهادي إلى دين الله تعالى ، الذي لا عوج فيه ، وهو قول ابن عباس . والرابع : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخيار أهل بيته وأصحابه ، وهو قول الحسن البصري وأبي العالية الرياحي . وفي قوله تعالى : { الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمُ } خمسة أقاويل : أحدها : أنهم الملائكة . والثاني : أنهم الأنبياء . والثالث : أنهم المؤمنون بالكتب السالفة . والرابع : أنهم المسلمون وهو قول وكيع . والخامس : هم النبي صلى الله عليه وسلم ، ومَنْ معه مِنْ أصحابه ، وهذا قول عبد الرحمن بن زيد . وقرأ عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير : ( صِرَاطَ مَنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) وأما قوله : { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } فقد روى عن عديِّ بن حاتم قال : سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن المغضوب عليهم ، فقال : " هُمُ اليَهُود " وعن الضالين فقال : " هُمُ النَّصارى " . وهو قول جميع المفسرين . وفي غضب الله عليهم ، أربعة أقاويل : أحدها : الغضب المعروف من العباد . والثاني : أنه إرادة الانتقام ، لأن أصل الغضب في اللغة هو الغلظة ، وهذه الصفة لا تجوز على الله تعالى . والثالث : أن غضبه عليهم هو ذَمُّهُ لهم . والرابع : أنه نوع من العقوبة سُمِّيَ غضباً ، كما سُمِّيَتْ نِعَمُهُ رَحْمَةً . والضلال ضد الهدى ، وخصّ الله تعالى اليهود بالغضب ، لأنهم أشد عداوة . وقرأ عمر بن الخطاب ( غَيْرِ الْمغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَغَيْرِ الضَّآلِّين ) .