Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 18-22)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً } معناه ومن أظلم لنفسه ممن افترى على الله كذباً بأن يدعي إنزال ما لم ينزل عليه أو ينفي ما أنزل عليه . { أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ } وهو حشرهم إلى موقف الحساب كعرض الأمير لجيشه ، إلا أن الأمير يعرضهم ليراهم وهذا لا يجوز على الله تعلى لرؤيته لهم قبل الحشر . { وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هؤلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ } والأشهاد جمع ، وفيما هو جمع له وجهان : أحدهما : أنه جمع شاهد مثل صاحب وأصحاب . والثاني : جمع شهيد مثل شريف وأشراف . وفي الأشهاد أربعة أقاويل : احدها : أنه الأنبياء ، قاله الضحاك . الثاني : أنهم الملائكة ، قاله مجاهد . الثالث : الخلائق ، قاله قتادة . الرابع : أن الأشهاد أربعة : الملائكة والأنبياء والمؤمنون والأجساد ، قاله زيد بن أسلم . قوله عز وجل : { الَّذِينَ يَصُّدُونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } يعني قريشاً . وفي سبيل الله التي صدوا عنها وجهان : أحدهما : أنه محمد صلى الله عليه وسلم صدت قريش عنه الناس ، قاله السدي . والثاني : دين الله تعالى ، قاله ابن عباس . { وَيَبْغُونَها عِوَجاً } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : يعني يؤمنون بملة غير الإسلام ديناً ، قاله أبو مالك . الثاني : يبغون محمداً هلاكاً ، قاله السدي . الثالث : أن يتأولوا القرآن تاويلاً باطلاً ، قاله عليّ بن عيسى . قوله عز وجل : { لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن معنى لا جرم : لا بد . الثاني : أن { لا } عائد على الكفار ، أي لا دافع لعذابهم ، ثم استأنف فقال : جرم ، أي كسب بكفره استحقاق النار ، ويكون معنى جرم : كسب ، أي بما كسبت يداه ، قال الشاعر : @ نَصَبنا رأسه في جذع نخل بما جَرَمت يداه وما اعتدينا @@ أي بما كسبت يداه . الثالث : أن { لا } زائدة دخلت توكيداً ، يعني حقاً إنهم في الآخرة هم الأخسرون . قال الشاعر : @ ولقد طعنت أبا عيينة طعنة جرمت فزارُة بعدها أن يغضبوا . @@ أي أحقتهم الطعنة بالغضب .