Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 9-17)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِن رَّبِّه } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنه القرآن ، قاله عبد الرحمن بن زيد . الثاني : محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله مجاهد وعكرمة وأبو العالية وأبو صالح وقتادة والسري والضحاك . الثالث : الحجج الدالة على توحيد الله تعالى ووجوب طاعته ، قاله ابن بحر . وذكر بعض المتصوفة قولاً رابعاً : أن البينة هي الإشراف على القلوب والحكمة على الغيوب . { وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ } فيه خمسة أقاويل : أحدها : أنه لسانه يشهد له بتلاوة القرآن ، قاله الحسن وقتادة ، ومنه قول الأعشى : @ فلا تحبسنّي كافراً لك نعمةً على شاهدي يا شاهد الله فاشهد . @@ الثاني : أنه محمد صلى الله عليه وسلم شاهد من الله تعالى ، قاله علي بن الحسين . الثالث : أنه جبريل عليه السلام ، قاله ابن عباس والنخعي وعكرمة والضحاك . الرابع : أنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، روى المنهال عن عباد بن عبد الله قال : قال عليّ : ما في قريش أحد إلا وقد نزلت فيه آية ، قيل له : فما نزل فيك ؟ قال { وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنُهُ } الخامس : أنه ملك يحفظه ، قاله مجاهد وأبو العالية . ويحتمل قولاً سادساً : ويتلوه شاهد من نفسه بمعرفة حججه ودلائله وهو عقله ووحدته ، قال ابن بحر . { وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى } فيه وجهان : أحدهما : ومن قبل القرآن كتاب موسى وهو التوراة ، قاله ابن زيد . الثاني : ومن قبل محمد كتاب موسى ، قاله مجاهد . { إِمَاماً وَرَحْمَةًً } فيه وجهان : أحدهما يعني متقدماً علينا ورحمة لهم . الثاني : إماماً للمؤمنين لاقتدائهم بما فيه ورحمة لهم . { أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } يعني من كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه . { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ } فيهم قولان : أحدهما : أنهم أهل الأديان كلها لأنهم يتحزبون : قاله سعيد بن جبير . الثاني : هم المتخزبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم المجتمعون على محاربته . وفي المراد بهم ثلاثة أوجه : أحدها : قريش ، قال السدي . الثاني : اليهود والنصارى ، قاله سعيد بن جبير . الثالث : أهل الملل كلها . { فَالْنَّارُ مَوْعِدُهُ } أي أنها مصيره ، قال حسان بن ثابت : @ أوردتموها حياض الموت ضاحيةً فالنار موعِدُها والموت لاقيها @@ { فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ منه } فيه وجهان : أحدهما : في مرية من القرآن قاله مقاتل . الثاني : في مرية من أن النار موعد الكفار ، قاله الكلبي ، وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به جميع المكلفين .