Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 16-18)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { قالوا يا أبانا إنّا ذهبنا نستبق } وهو نفتعل من السباق وفيه أربعة أوجه : أحدها : معناه ننتصل ، من السباق في الرمي ، قاله الزجاج . الثاني : أنهم أرادوا السبق بالسعي على أقدامهم . الثالث : أنهم عنوا استباقهم في العمل الذي تشاغلوا به من الرعي والاحتطاب . الرابع : أي نتصيد وأنهم يستبقون على اقتناص الصيد . { وتركنا يوسف عند متاعنا } يحتمل أن يعنوا بتركه عند متاعهم إظهار الشفقة عليه ، ويحتمل أن يعنوا حفظ رحالهم . { فأكله الذئب } لما سمعوا أباهم يقول : وأخاف أن يأكله الذئب أخذوا ذلك من فيه وتحرّموا به لأنه كان أظهر المخاوف عليه . { وما أنت بمؤمن لنا } أي بمصدق لنا . { ولو كنا صادقين } فيه وجهان : أحدهما : أنه لم يكن ذلك منهم تشكيكاً لأبيهم في صدقهم وإنما عنوا : ولو كنا أهل صدق ما صدقتنا ، قاله ابن جرير . الثاني : معناه وإن كنا قد صدقنا ، قاله ابن إسحاق . قوله عزوجل : { وجاءُوا على قميصه بدمٍ كذب } قال مجاهد : كان دم سخلة . وقال قتادة : كان دم ظبية . قال الحسن : لما جاءُوا بقميص يوسف فلم ير يعقوب فيه شقاً قال : يا بني والله ما عهدت الذئب حليماً أيأكل ابني ويبقي على قميصه . ومعنى قوله { بدم كذب } أي مكذوب فيه ، ولكن وصفه بالمصدر فصار تقديره بدم ذي كذب . وقرأ الحسن { بدم كذب } بالدال غير معجمة ، ومعناه بدم متغير قاله الشعبي . وفي القميص ثلاث آيات : حين جاءُوا عليه بدم كذب ، وحين قُدَّ قميصه من دُبر ، وحين ألقي على وجه أبيه فارتد بصيراً . { قال بل سوَّلت لكن أنفسكم أمراً } فيه وجهان : أحدهما : بل أمرتكم أنفسكم ، قاله ابن عباس . الثاني : بل زينت لكم أنفسكم أمراً ، قاله قتادة . وفي ردّ يعقوب عليهم وتكذيبه لهم ثلاثة أوجه : أحدها : أنه كان ذلك بوحي من الله تعالى إليه بعد فعلهم . الثاني : أنه كان عنده علم بذلك قديم أطلعه الله عليه . الثالث : أنه قال ذلك حدساً بصائب رأيه وصدق ظنه . قال ترضيه لنفسه { فصبر جميل } فاحتمل ما أمر به نفسه من الصبر وجهين : أحدهما : الصبر على مقابلتهم على فعلهم فيكون هذا الصبر عفواً عن مؤاخذتهم . الثاني : أنه أمر نفسه بالصبر على ما ابتُلي به من فقد يوسف . وفي قوله : { فصبرٌ جميل } وجهان : أحدهما : أنه بمعنى أن من الجميل أن أصبر . الثاني : أنه أمر نفسه بصبر جميل . وفي الصبر الجميل وجهان : أحدهما : أنه الصبر الذي لا جزع فيه قاله مجاهد . الثاني : أنه الصبر الذي لا شكوى فيه . روى حباب بن أبي حبلة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى { فصبر جميل } فقال : " صبر لا شكوى فيه ، ومن بث لم يصبر " . { والله المستعان على ما تصفون } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : والله المستعان على الصبر الجميل . الثاني : والله المستعان على احتمال ما تصفون . الثالث : يعني على ما تكذبون ، قاله قتادة . قال محمد بن إسحاق : ابتلى الله يعقوب في كبره ، ويوسف في صغره لينظر كيف عزمهما .