Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 19-20)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وجاءت سيارةٌ فأرسلوا واردهم } وهو الذي يرد أمامهم الماء ليستقي لهم . وذكر أصحاب التواريخ أنه مالك بن ذعر بن حجر بن يكه بن لخم . { فأدلى دلوه } أي أرسلها ليملأها ، يقال أدلاها إذا أرسل الدلو ليملأها ، ودلاّها إذا أخرجها ملأى . قال قتادة : فتعلق يوسف عليه السلام بالدلو حين أرسلت . والبئر ببيت المقدس معروف مكانها . { قال يا بشرى هذا غلام } فيه قولان : أحدهما : أنه ناداهم بالبشرى يبشرهم بغلام ، قاله قتادة . الثاني : أنه نادى أحدهم ، كان اسمه بشرى فناداه باسمه يعلمه بالغلام ، قاله السدي . { وأسرُّوه بضاعة } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن إخوة يوسف كانوا بقرب الجب فلما رأوا الوارد قد أخرجه قالوا هذا عبدنا قد أوثقناه فباعوه وأسرّوا بيعه بثمن جعلوه بضاعة لهم ، قاله ابن عباس . الثاني : أن الواردين الى الجُب أسرّوا ابتياعه عن باقي أصحابهم ليكون بضاعة لهم كيلا يشركوهم فيه لرخصه وتواصوا أنه بضاعة استبضعوها من أهل الماء ، قاله مجاهد . الثالث : أن الذين شروه أسرُّوا بيعه على الملك حتى لا يعلم به أصحابهم وذكروا أنه بضاعة لهم . وحكى جويبر عن الضحاك أنه ألقيَ في الجب وهو ابن ست سنين ، وبقي فيه إلى أن أخرجته السيارة منه ثلاثة أيام . وقال الكلبي : ألقي فيه وهو ابن سبع عشرة سنة . قوله عزوجل : { وشروه بثمن بخسٍ } معنى شروه أي باعوه ، ومنه قول ابن مفرغ الحميري . @ وشريت برداً ليتني من بعدِ بُرْدٍ كنت هامه @@ واسم البيع والشراء يطلق على كل واحد من البائع والمشتري لأن كل واحد منهما بائع لما في يده مشتر لما في يد صاحبه . وفي بائعه قولان : أحدهما : أنهم إخوته باعوه على السيارة حين أخرجوه من الجب فادّعوه عبداً ، قاله ابن عباس والضحاك ومجاهد . الثاني : أن السيارة باعوه عن ملك مصر ، قاله الحسن وقتادة . { بثمن بخس } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن البخس ها هنا الحرام ، قاله الضحاك ، قال ابن عطاء : لأنهم أوقعوا البيع على نفس لا يجوز بيعها فكان ثمنه وإن جَلّ بخساً ، وما هو وإن باعه أعداؤه بأعجب منك في بيع نفسك بشهوةٍ ساعةٍ من معاصيك . الثاني : أنه الظلم ، قاله قتادة . الثالث : أنه القليل ، قاله مجاهد والشعبي . { دراهم معدودة } اختلف في قدرها على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه بيع بعشرين درهماً اقتسموها وكانوا عشرة فأخذ كل واحد منهم درهمين ، قاله ابن مسعود وابن عباس وقتادة وعطية والسدي . الثاني : باثنين وعشرين درهماً ، كانوا أحد عشر فأخذ كل واحد درهمين ، قاله مجاهد . الثالث بأربعين درهما ، قاله عكرمة وابن إسحاق . وكان السدي يقول : اشتروا بها خفافاً ونِعالاً . وفي قوله تعالى { دراهم معدودة } وجهان : أحدهما : معدودة غير موزونة لزهدهم فيه . الثاني : لأنها كانت أقل من أربعين درهماً ، وكانوا لا يَزِنُون أقل من أربعين درهماً ، لأن أقل الوزن عندهم كان الأوقية ، والأوقية أربعون درهماً . { وكانوا فيه من الزاهدين } وفي المعنيّ بهم قولان : أحدهما : أنهم إخوة يوسف كانوا فيه من الزاهدين حين صنعوا به ما صنعوا . الثاني : أن السيارة كانوا فيه من الزاهدين حين باعوه بما باعوه به . وفي زهدهم فيه وجهان : أحدهما : لعلمهم بأنه حرٌّ لا يبتاع . الثاني : أنه كان عندهم عبداً فخافوا أن يظهر عليه مالكوه فيأخذوه . وفيه وجه ثالث : أنهم كانوا في ثمنه من الزاهدين لاختبارهم له وعلمهم بفضله ، وقال عكرمة أعتق يوسف حين بيع .