Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 36-36)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { ودخَلَ معه السجن فتيان } قال ابن عباس : كان أحدهما خازن الملك على طعامه ، وكان الآخر ساقي الملك على شرابه ، وكان الملك وهو الملك الأكبر الوليد بن الرّيان قد اتهمهما بسمّه فحبسهما ، فحكى مجاهد أنهما قالا ليوسف لما حُبسا معه : والله لقد أحببناك حين رأيناك ، فقال يوسف : أنشدكما بالله أن أحببتماني فما أحبّني أحد إلا دخل عليّ من حبه بلاء ، لقد أحبتني عمتي فدخل عليّ من حبها بلاء ، ثم أحبني أبي فدخل عليّ من حبه بلاء ، ثم أحبتني زوجة صاحبي العزيز فدخل عليّ من حبها بلاء ، لا أريد أن يحبني إلا ربي . وقال { فتيان } لأنهما كان عبدين ، والعبد يسمى فتى صغيراً كان أم كبيراً . { قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر إني أراني أحملُ فوق رأسي خُبزاً تأكل الطير منه } وسبب قولهما ذلك ما حكاه ابن جرير الطبري أنهما سألاه عن علمه فقال : إني أعبر الرؤيا ، فسألاه عن رؤياهما وفيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها كانت رؤيا صدق رأياها وسألاه عنها قال مجاهد وابن إسحاق : وكذلك صدق تأويلها . روى محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً " . الثاني : أنها كانت رؤيا كذب سألاه عنها تجربة ، فلما أجابهما قالا : إنما كنا نلعب فقال { قضي الأمر الذي فيه تستفتيان } وهذا معنى قول ابن مسعود والسدي . الثالث : أن المصلوب منهما كان كاذباً ، والآخر صادقاً ، قاله أبو مجلز . وقوله { إني أراني أعصر خمراً } أي عنباً . وفي تسميته خمراً وجهان : أحدهما : لأن عصيره يصير خمراً فعبر عنه بما يؤول إليه . الثاني : أن أهل عُمان يسمون العنب خمراً ، قال الضحاك . وقرأ ابن مسعود : إني أراني أعصر عنباً . { نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين } فيه ستة أقاويل : أحدها : أنهم وصفوه بذلك لأنه كان يعود مريضهم ويعزي حزينهم ويوسع على من ضاق مكانه منهم ، قاله الضحاك . الثاني : معناه لأنه كان يأمرهم بالصبر ويعدهم بالثواب والأجر . الثالث : إنا نراك ممن أحسن العلم . حكاه ابن جرير الطبري . الرابع : أنه كان لا يرد عذر معتذر . الخامس : أنه كان يقضي حق غيره ولا يقضي حق نفسه . السادس : إنا نراك من المحسنين إن أنبأتنا بتأويل رؤيانا هذه ، قاله ابن إسحاق .