Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 80-82)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { فلما استيأسوا منه } أي يئسوا من رد أخيهم عليهم . الثاني : استيقنوا أنه لا يرد عليهم ، قاله أبو عبيدة وأنشد قول الشاعر : @ أقول لها بالشعب إذ يأسرونني ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم @@ { خلصوا نجيّاً } أي خلا بعضهم ببعض يتناجون ويتشاورون لا يختلط بهم غيرهم . { قال كبيرهم } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه عنى كبيرهم في العقل والعلم وهو شمعون الذي كان قد ارتهن يوسف عنده حين رجع إخوته إلى أبيهم ، قاله مجاهد . الثاني : أنه عنى كبيرهم في السن وهو روبيل ابن خالة يوسف ، قاله قتادة . الثالث : أنه عنى كبيرهم في الرأي والتمييز وهو يهوذا ، قاله مجاهد . { ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقاً من الله } يعني عند إيفاد ابنه هذا معكم . { ومن قبل ما فرَّطتم في يوسف } أي ضيعتموه . { فلن أبرح الأرض } يعني أرض مصر . { حتى يأذن لي أبي } يعني بالرجوع . { أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين } فيه قولان : أحدهما : يعني أو يقضي الله لي بالخروج منها ، وهو قول الجمهور . الثاني : أو يحكم الله لي بالسيف والمحاربة لأنهم هموا بذلك ، قاله أبو صالح . قوله عز وجل : { ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق } وقرأ ابن عباس { سُرِق } بضم السين وكسر الراء وتشديدها . { وما شهدنا إلا بما علمنا } فيها وجهان : أحدهما : وما شهدنا عندك بأن ابنك سرق إلا بما علمنا من وجود السرقة في رحله ، قاله ابن إسحاق . الثاني : وما شهدنا عند يوسف بأن السارق يُسترقّ إلا بما علمنا من دينك ، قاله ابن زيد . { وما كنا للغيب حافظين } فيه وجهان : أحدهما : ما كنا نعلم أن ابنك يسرق ، قاله قتادة . الثاني : ما كنا نعلم أن ابنك يسترقّ ، وهو قول مجاهد . قوله عز وجل : { واسأل القرية التي كنا فيها } وهي مصر ، والمعنى واسأل أهل القرية فحذف ذكر الأهل إيجازاً ، لأن الحال تشهد به . { والعير التي أقبلنا فيها } وفي { العير } وجهان : أحدهما : أنها القافلة ، وقافلة الإبل تسمى عيراً على التشبيه . الثاني : الحمير ، قاله مجاهد ، والمعنى أهل العير . وقيل فيه وجه ثالث : أنهم أرادوا من أبيهم يعقوب أن يسأل القرية وإن كانت جماداً ، أو نفس العير وإن كانت حيواناً بهيماً لأنه نبي ، والأنبياء قد سخر لهم الجماد والحيوان بما يحدث فيهم من المعرفة إعجازاً لأنبيائه ، فأحالوه على سؤال القرية والعير ليكون أوضح برهاناً . { وإنا لصادقون } أي يستشهدون بصدْقنا أن ابنك سرق .