Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 93-95)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً } وفيه وجهان : أحدهما : مستبصراً بأمري لأنه إذا شم ريح القميص عرفني . الثاني : بصيراً من العمى فذاك من أحد الآيات الثلاث في قميص يوسف بعد الدم الكذب وقدّه من دُبُره . وفيه وجه آخر لأنه قميص إبراهيم أنزل عليه من الجنة لما أُلقي في النار ، فصار لإسحاق ثم ليعقوب ، ثم ليوسف فخلص به من الجب وحازه حتى ألقاه أخوه على وجه أبيه فارتد بصيراً ، ولم يعلم بما سبق من سلامة إبراهيم من النار ويوسف من الجب أن يعقوب يرجع به بصيراً . قال الحسن : لولا أن الله تعالى أعلم يوسف بذلك لم يعلم أنه يرجع إليه بصره … وكان الذي حمل قميصه يهوذا بن يعقوب ، قال ليوسف : أنا الذي حملت إليه قميصك بدم كذب فأحزنته فأنا الآن أحمل قميصك لأسرّه وليعود إليه بصره فحمله ، حكاه السدي . { وأتوني بأهلكم أجمعين } لتتخذوا مِصرَ داراً . قال مسروق فكانوا ثلاثة وتسعين بين رجل وامرأة . قوله عز وجل : { ولمّا فصلت العير } أي خرجت من مصر منطلقة إلى الشام . { قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف } فيها قولان : أحدهما : أنها أمارات شاهدة وعلامات قوي ظنه بها ، فكانت هي الريح التي وجدها ليوسف ، مأخوذ من قولهم تنسمت رائحة كذا وكذا إذا قرب منك ما ظننت أنه سيكون . والقول الثاني : وهو قول الجمهور أنه شم ريح يوسف التي عرفها . قال جعفر بن محمد رضي الله عنه : وهي ريح الصبا . ثم اعتذر فقال : { لولا أن تفندّون } فيه أربعة أقاويل : أحدها : لولا أن تسفهون ، قاله ابن عباس ومجاهد ، ومنه قول النابغة الذبياني : @ إلا سليمان إذ قال المليكُ له قم في البرية فا جددها عن الفنَد @@ أي عن السفة . الثاني : معناه لولا أن تكذبون ، قاله سعيد بن جبير والضحاك ، ومنه قول الشاعر : @ هل في افتخار الكريم من أود أم هل لقول الصديق من فند @@ أي من كذب . الثالث : لولا أن تضعّفون ، قاله ابن إسحاق . والتفنيد : تضعيف الرأي ، ومنه قول الشاعر : @ يا صاحبي دعا لومي وتفنيدي فليس ما فات من أمري بمردود @@ وكان قول هذا لأولاد بنيه ، لغيبة بنيه عنه ، فدل هذا على أن الجدَّ أبٌ . الرابع : لولا أن تلوموني ، قاله ابن بحر . ومنه قول جرير : @ يا عاذليَّ دعا الملامة واقصِرا طال الهوى وأطلْتُما التفنيدا @@ واختلفوا في المسافة التي وجد ريح قميصه منها على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه وجدها من مسافة عشرة أيام . قاله أبو الهذيل . الثاني : من مسيرة ثمانية أيام ، قاله ابن عباس . الثالث : من مسيرة ستة أيام ، قاله مجاهد . وكان يعقوب بأرض كنعان ويوسف بمصر وبينهما ثمانون فرسخاً ، قاله قتادة . قوله عز وجل : { قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم } فيه أربعة تأويلات : أحدها : أي في خطئك القديم ، قاله ابن عباس وابن زيد . الثاني : في جنونك القديم ، قاله سعيد بن جبير . قال الحسن : وهذا عقوق . الثالث : في محبتك القديمة ، قاله قتادة وسفيان . الرابع : في شقائك القديم ، قاله مقاتل ، ومنه قول لبيد : @ تمنى أن تلاقي آل سلمى بحطمة والمنى طرف الضِّلال @@ وفي قائل ذلك قولان : أحدهما : بنوه ، ولم يقصدوا بذلك ذماً فيأثموا . والثاني : بنو نبيه وكانوا صغاراً .