Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 89-92)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { قال هَلْ علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه } معنى قوله { هل علمتم ما فعلتم } أي قد علمتم ، كقوله تعالى { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } أي قد أتى . قال ابن إسحاق : ذكر لنا أنهم لما قالوا { مسّنا وأهلنا الضر } رحمهم ورقَّ لهم ، فقال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه ؟ وعَدَّدَ عليهم ما صنعوا بهما . { إذ أنتم جاهلون } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : يعني جهل الصغر . الثاني : جهل المعاصي . الثالث : الجهل بعواقب أفعالهم . فحينئذ عرفوه . { قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي } وحكى الضحاك في قراءة عبدالله : وهذا أخي وبيني وبينه قربى { قد مَنّ الله علينا } يعني بالسلامة ثم بالكرامة ، ويحتمل بالإجتماع بعد طول الفرقة . { إنه مَنْ يتّق ويصبرْ } فيه قولان : أحدهما : يتقي الزنى ويصبر على العزوبة ، قاله إبراهيم . الثاني : يتقي الله تعالى ويصبر على بلواه . وهو محتمل . { فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } فيه قولان : أحدهما : في الدنيا . الثاني : في الآخرة . قوله عز وجل : { قالوا تالله آثرك اللهُ علينا } مأخوذ من الإيثار ، وهو إرادة تفضيل أحد النفسين على الآخر ، قال الشاعر : @ والله أسماك سُمًّا مباركاً آثرك الله به إيثارَكاً @@ { وإن كنا لخاطئين } أي فيما صنعوا بيوسف ، وفيه قولان : أحدهما : آثمين . الثاني : مخطئين . والفرق بين الخاطئ والمخطئ أن الخاطئ آثم . فإن قيل : فقد كانوا عند فعلهم ذلك به صغاراً ترفع عنهم الخطايا . قيل لما كبروا واستداموا إخفاء ما صنعوا صاروا حينئذ خاطئين . قوله عز وجل : { قال لا تثريب عليكم } فيه قولان أربعة تأويلات : أحدها : لا تغيير عليكم ، وهو قول سفيان ابن عيينة . الثاني : لا تأنيب فيما صنعتم ، قاله ابن إسحاق . الثالث : لا إباء عليكم في قولكم ، قاله مجاهد . الرابع : لا عقاب عليكم وقال الشاعر : @ فعفوت عنهم عفو غير مثربٍ وتركتهم لعقاب يومٍ سرمد @@ { اليوم يغفر الله لكم } يحتمل وجهين : أحدهما : لتوبتهم بالاعتراف والندم . الثاني : لإحلاله لهم بالعفو عنهم . { وهو أرحم الراحمين } يحتمل وجهين : أحدهما : في صنعه بي حين جعلني ملكاً . الثاني : في عفوه عنكم عما تقدم من ذنبكم .