Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 13-17)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { ذلك لمن خاف مقامي } أي المقام بين يدّي ، وأضاف ذلك إليه لاختصاصه به : والفرق بين المقام بالفتح وبين المقام بالضم أنه إذا ضم فهو فعل الإقامة ، وإذا فتح فهو مكان الإقامة . { وخاف وعيد } فيه وجهان : أحدهما : أنه العذاب . والثاني : أنه ما في القرآن من زواجر . { واستفتحوا } فيه وجهان : أحدهما : أن الرسل استفتحوا بطلب النصر ، قاله ابن عباس . الثاني : أن الكفار استفتحوا بالبلاء ، قاله ابن زيد . وفي الاستفتاح وجهان : أحدهما : أنه الإبتداء . الثاني : أنه الدعاء ، قاله الكلبي . { وخاب كلُّ جبار عنيد } في { خاب } وجهان : أحدهما : خسر عمله . الثاني : بطل أمله . وفي { جبار } وجهان : أحدهما : أنه المنتقم . الثاني : المتكبر بطراً . وفي { عنيد } وجهان . أحدهما : أنه المعاند للحق . الثاني : أنه المتباعد عن الحق ، قال الشاعر : @ ولست إذا تشاجر أمْرُ قوم بأَوَّلِ مَنْ يخالِفهُم عَنيدا @@ قوله عز وجل : { مِن ورائه جهنم } فيه أربعة أوجه : أحدها : معناه من خلفه جهنم . قال أبو عبيدة : وراء من الأضداد وتقع على خلف وقدام . جميعاً . الثاني : معناه أمامه جهنم ، ومنه قول الشاعر : @ ومن ورائك يومٌ أنت بالغه لا حاضرٌ معجز عنه ولا بادي @@ الثالث : أن جهنم تتوارى ولا تظهر ، فصارت من وراء لأنها لا ترى حكاه ابن الأنباري . الرابع : من ورائه جهنم معناه من بعد هلاكه جهنم ، كما قال النابغة : @ حلفت فلم أترك لنفسك ريبةً وليس وراءَ الله للمرْءِ مذهب @@ أراد : وليس بعد الله مذهب . { ويسقى من ماءٍ صديد } فيه وجهان : أحدهما : من ماء مثل الصديد كما يقال للرجل الشجاع أسد ، أي مثل الأسد . الثاني : من ماء كرهته تصد عنه ، فيكون الصديد مأخوذاً من الصد . قوله عز وجل : { … ويأتيه الموت مِنْ كل مكان } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : من كل مكان من جسده حتى من أطراف شعره ، قاله إبراهيم التيمي ، للآلام التي في كل موضع من جسده . الثاني : تأتيه أسباب الموت من كل جهة ، عن يمينه وشماله ، ومن فوقه وتحته ، ومن قدامه وخلفه ، قاله ابن عباس . الثالث : تأتيه شدائد الموت من كل مكان ، حكاه ابن عيسى . { وما هو بميتٍ } لتطاول شدائد الموت به وامتداد سكراته عليه ليكون ذلك زيادة في عذابه . { ومن ورائه عذاب غليظ } فيه الوجوه الأربعة الماضية . والعذاب الغليظ هو الخلود في جهنم .