Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 18-18)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { مثل الذين كفروا بربّهم أعمالُهم كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصف } وهذا مثل ضربه الله تعالى لأعمال الكافر في أنه لا يحصل على شيء منها ، بالرماد الذي هو بقية النار الذاهبة لا ينفعه ، فإذا اشتدت به الريح العاصف : وهي الشديدة : فأطارته لم يقدر على جمعه ، كذلك الكافر في عمله . وفي قوله { في يوم عاصف } ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه وصف اليوم بالعصوف وهو من صفة الريح ، لأن الريح تكون فيه ، كما يقال يوم بارد ، ويوم حار ، لأن البرد والحر يكونان فيه . الثاني : أن المراد به في يوم عاصف الريح ، فحذف الريح لأنها قد ذكرت قبل ذلك . الثالث : أن العصوف من صفة الريح المقدم ذكرها ، غير أنه لما جاء بعد اليوم ابتع إعرابه . { لا يقدرون مما كسَبَوا على شيءٍ } يحتمل وجهين : أحدهما : لا يقدرون في الآخرة على شيء من ثواب ما عملوا من البر في الدنيا لإحباطه بالكفر . الثاني : لا يقدرون على شيء مما كسبوه من عروض الدنيا ، بالمعاصي التي اقترفوها ، أن ينتفعوا به في الآخرة . { ذلك هو الضلال البعيد } وإنما جعله بعيداً لفوات استدراكه بالموت .