Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 22-23)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزوجل : { وقال الشيطان لمّا قضي الأمر } يعني إبليس . قال الحسن : يقف إبليس يوم القيامة خطيباً في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعاً . { إن الله وعدكم وعد الحق } يعني البعث والجنة والنار وثواب المطيع وعذاب العاصي . { ووعدتكم } أن ، لا بعث ولا جنة ولا نار ولا ثواب ولا عقاب . { فأخلفتكم وما كان لي عليكم مِن سلطان إلاّ أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيَّ } فيه وجهان : أحدهما : معناه ما أنا بمنجيكم وما أنتم بمنجيَّ ، قاله الربيع بن أنس . الثاني : ما أنا بمغيثكم وما أنتم بمغيثي ، قاله مجاهد . والمصرخ : المغيث . والصارخ : المستغيث . ومنه قول أمية بن أبي الصلت : @ فلا تجزعوا إنّي لكم غير مُصْرخ فليس لكم عندي غناءٌ ولا صبر @@ { إني كفرتُ بما أشركتمون مِن قبل } فيه وجهان : أحدهما : إني كفرت اليوم بما كنتم في الدنيا تدعونه لي من الشرك بالله تعالى ، قاله ابن بحر . الثاني : إني كفرت قبلكم بما أشركتموني من بعد ، لأن كفر إبليس قبل كفرهم . قوله عز وجل : { … تحيّتُهم فيها سلامٌ } فيها وجهان : أحدهما : أن تحية أهل الجنة إذا تلاقوا فيها السلامه ، وهو قول الجمهور . الثاني : أن التحية ها هنا الملك ، ومعناه أن ملكهم فيها دائم السلام ، مأخوذ من قولهم في التشهد : التحيات لله ، أي الملك لله ، ذكره ابن شجرة . وفي المحيّي لهم بالسلام ثلاثة أوجه : أحدها : أن الله تعالى يحييهم بالسلام . الثاني : أن الملائكة يحيونهم بالسلام . الثالث : أن بعضهم يحيي بعضاً بالسلام . وتشبيه الكلمة الطيبة بها لأنها ثابتة في القلب كثبوت أصل النخلة في الأرض ، فإذا ظهرت عرجت إلى السماء كما يعلو فرع النخلة نحو السماء فكلما ذكرت نفعت ، كما أن النخلة إذا أثمرت نفعت .