Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 24-26)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ألم تَرَ كَيْفَ ضرب اللهُ مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ } في الكلمة الطيبة قولان : أحدهما : أنها الإيمان ، قاله مجاهد وابن جريج . الثاني : أنه عنى بها المؤمن نفسه ، قاله عطية العوفي والربيع بن أنس . وفي الشجرة الطيبة قولان : أحدهما : أنها النخلة ، وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر وأنس بن مالك . الثاني : أنها شجرة في الجنة ، قاله ابن عباس . وحكى ابن أبي طلحة عن ابن عباس أن الكلمة الطيبة : الإيمان ، والشجرة الطيبة : المؤمن . { أصلها ثابت } يعني في الأرض . { وفرعها في السماء } أي نحو السماء . { تؤتي أكُلَها } يعني ثمرها . { كلَّ حين بإذن ربها } والحين عند أهل اللغة : الوقت . قال النابغة : @ تناذرها الرّاقون من سُوءِ سُمِّها تُطلِّقُه حيناً وحيناً تُراجع @@ وفي { الحين } ها هنا ستة تأويلات : أحدها : يعني كل سنة ، قاله مجاهد ، لأنها تحمل كل سنة . الثاني : كل ثمانية أشهر ، قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لأنها مدة الحمل ظاهراً وباطناً . الثالث : كل ستة أشهر ، قاله الحسن وعكرمة ، لأنها مدة الحمل ظاهراً . الرابع : كل أربعة أشهر ، قاله سعيد بن المسيب لأنها مدة يرونها من طلعها إلى جذاذها . الخامس : كل شهرين ، لأنها مدة صلاحها إلى جفافها . السادس : كل غدوة وعشية ، لأنه وقت اجتنائها ، قاله ابن عباس . وفي قوله تعالى { في الحياة الدنيا وفي الآخرة } وجهان : أحدهما : أن المراد بالحياة الدنيا زمان حياته فيها ، وبالآخرة المساءلة في القبر ، قاله طاوس وقتادة . الثاني : أن المراد بالحياة الدنيا المساءلة في القبر أن يأتيه منكر ونكير فيقولان له : من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فيقول : إن اهتَدَى : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم . { ويضلُّ اللهُ الظالمين } فيه وجهان : أحدهما : عن حجتهم في قبورهم ، كما ضلوا في الحياة الدنيا بكفرهم . الثاني : يمهلهم حتى يزدادوا ضلالاً في الدنيا . { ويفعل الله ما يشاء } فيه وجهان : أحدهما : مِن إمهال وانتقام . الثاني : من ضغطة القبر ومساءلة منكر ونكير . وروى ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منه سعد بن معاذ ، ولقد ضم ضَمّةً " . وقال قتادة : ذكر لنا أنّ عذاب القبر من ثلاثة : ثلثٌ من البول . وثلثٌ من الغيبة ، وثلثٌ من النميمة . وسبب نزول هذه الآية ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم لما وصف مساءَلة منكر ونكير وما يكون من جواب الميت قال عمر : يا رسول الله أيكون معي عقلي : ؟ قال : " نعم " قال . كُفيت إذن ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . قوله عز وجل : { ومثل كلمة خبيثة } فيها قولان : أحدهما : أنها الكفر . الثاني : أنها الكافر نفسه . { كشجرة خبيثةٍ } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها شجرة الحنظل ، قاله أنس بن مالك . الثاني : أنها شجرة لم تخلف ، قاله ابن عباس . الثالث : أنها الكشوت . { اجتثت من فوق الأرض } أي اقتلعت من أصلها ، ومنه قول لقيط : @ هو الجلاء الذي يجتث أصلكم فمن رأى مِثل ذا يوماً ومَنْ سمعا @@ { ما لها من قرار } فيه وجهان : أحدهما : ما لها من أصل . الثاني : ما لها من ثبات . وتشبيه الكلمة الخبيثة بهذه الشجرة التي ليس لها أصل يبقى ، ولا ثمر يجتنى أن الكافر ليس له عمل في الأرض يبقى ، ولا ذكر في السماء يرقى .