Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 26-27)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حَمَإٍ مسنون } أما الإنسان ها هنا فهو آدم عليه السلام في قول أبي هريرة والضحاك . أما الصلصال ففيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه الطين اليابس الذي لم تصبه نار ، فإذا نقرته صل فسمعت له صلصلة ، قاله ابن عباس وقتادة ، ومنه قول الشاعر : @ وقاعٍ ترى الصَّلصال فيه ودونه بقايا بلالٍ بالقرى والمناكبِ @@ والصلصة : الصوت الشديد المسموع من غير الحيوان ، وهو مثل القعقعة في الثوب . الثاني : أنه طين خلط برمل ، قاله عكرمة . الثالث : أنه الطين المنتن ، قاله مجاهد ، مأخوذ من قولهم : صَلَّ اللحمُ وأصَلَّ إذا أنتن ، قال الشاعر : @ ذاك فتى يبذل ذا قدرِهِ لا يفسد اللحم لديه الصلول @@ والحمأ : جمع حمأة وهو الطين الأسود المتغير . وفي المسنون سبعة أقاويل : أحدها : أن المسنون المنتن المتغير ، من قولهم قد أسن الماء إذا تغير ، قاله ابن عباس ، ومنه قول أبي قيس بن الأسلت : @ سَقَتْ صدايَ رضاباً غير ذي أَسَنٍ كالمسكِ فُتَّ على ماءٍ العناقيد @@ الثاني : أن المسنون المنصوب القائم ، من قولهم وجه مسنون ، قاله الأخفش . الثالث : أن المسنون المصبوب ، من قولهم سنيتُ الماء على الوجه إذا صببته عليه ، قاله أبو عمرو بن العلاء ، ومنه الأثر المروي عن عمر أنه كان يسن الماء على وجهه ولا يشنُّه ، والشن تفريق الماء ، والسن صبه . الرابع : أن المسنون الذي يحك بعضه بعضاً ، من قولهم سننت الحجر على الحجر إذا حككت أحدهما بالآخر ، ومنه سمي المسَنّ لأن الحديد يسن عليه ، قاله الفراء . الخامس : أن المسنون المنسوب . السادس : أنه الرطب ، قاله ابن أبي طلحة . السابع : أنه المخلص من قولهم سن سيفك أي اجلهُ . قوله عز وجل : { والجانَّ خلقناه من قبل من نار السموم } وفي الجان ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه إبليس ، قاله الحسن . الثاني : أنهم الجن حكاه ابن شجرة . الثالث : أنه أبو الجن قاله الكلبي فآدم أبو الإنس ، والجان : أبو الجن ، وإبليس أبو الشياطين . قال ابن عباس : الجان أبو الجن وليسوا شياطين . والشياطين ولد إبليس لا يموتون إلا مع إبليس . والجن يموتون ، ومنهم المؤمن ومنهم الكافر . { خلقناه من قبل } يعني من قبل آدم . قال قتادة : لأن آدم إنما خلق آخر الخلق . وقوله تعالى : { من نار السّموم } فيه أربعة أقاويل : أحدها : يعني من لهب النار ، قاله ابن عباس . الثاني : يعني من نار الشمس ، قاله عمرو بن دينار . الثالث : من حر السموم ، والسموم : الريح الحارة . ذكره ابن عيسى . الرابع : أنه نار السموم نار الصواعق بين السماء وبين حجاب دونها ، قاله الكلبي وسمي سموماً لدخوله في مسام البدن .