Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 28-38)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { قال رَبِّ فأنظرني إلى يوم يبعثونَ } وهذا السؤال من إبليس لم يكن من ثقة منه بمنزلته عند الله تعالى وأنه أهل أن يجاب له دعاء ، ولكن سأل تأخير عذابه زيادة في بلائه كفعل الآيس من السلامة . وأراد بسؤاله الإنظار إلى يوم يبعثون أن لا يموت ، لأن يوم البعث لا موت فيه ولا بعده . فقال الله تعالى : { فإنك من المنظرين } يعني من المؤجلين . { إلى يوم الوقت المعلوم } فلم يجبه إلى البقاء . وفي الوقت المعلوم وجهان : أحدهما : معلوم عند الله تعالى ، مجهول عند إبليس . الثاني : إلى يوم النفخة الأولى يموت إبليس . وبين النفخة والنفخة أربعون سنة . فتكون مدة موت إبليس أربعين سنة ، وهو قول ابن عباس وسمي يوم الوقت المعلوم لموت جميع الخلائق فيه . وليس هذا من الله تعالى إجابة لسؤاله ، لأن الإجابة تكرمة ، ولكن زيادة في بلائه ، ويعرف أنه لا يضر بفعله غير نفسه . وفي كلام الله تعالى له قولان : أحدهما : أنه كلمه على لسان رسول . الثاني : أنه كلمه تغليظاً في الوعيد لا على وجه التكرمة والتقريب .