Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 68-69)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وأوحى ربك إلى النحل } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن الوحي إليها هو إلهاماً ، قاله ابن عباس ومجاهد . الثاني : يعني أنه سخرها ، حكاه ابن قتيبة . الثالث : أنه جعل ذلك في غرائزها بما يخفى مثله على غيرها ، قاله الحسن . { أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشُون } فذكر بيوتها لما ألهمها وأودعه في غرائزها من صحة القسمة وحسن المنعة . { ومما يعرشون } فيه تأويلان : أحدهما : أنه الكرم ، قاله ابن زيد . الثاني : ما يبنون ، قاله أبو جعفر الطبري . { ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك } أي طرق ربك . { ذللاً } فيه أربعة أوجه : أحدها : مذللة ، قاله أبو جعفر الطبري . الثاني : مطيعة ، قاله قتادة . الثالث : أي لا يتوعر عليها مكان تسلكه ، قاله مجاهد . الرابع : أن الذلل من صفات النحل وأنها تنقاد وتذهب حيث شاء صاحبها لأنها تتبع أصحابها حيث ذهبوا ، قاله ابن زيد . { يخرج من بطونها شرابٌ } يعني العسل . { مختلف ألوانُهُ } لاختلاف أغذيتها . { فيه شفاءٌ للناس } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن ذلك عائد إلى القرآن ، وأن في القرآن شفاء للناس أي بياناً للناس ، قاله مجاهد . الثاني : أن ذلك عائد إلى الاعتبار بها أن فيه هدى للناس ، قاله الضحاك . الثالث : أن ذلك عائد إلى العسل ، وأن في العسل شفاء للناس ، قاله ابن مسعود وقتادة . روى قتادة قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر أن أخاه اشتكى بطنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اذهب فاسق أخاك عسلاً " ثم جاء فقال : ما زاده إلا شدة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اذهب فاسق أخاك عسلاً " . ثم جاء فقال له : ما زاده إلا شدة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اذهب فاسق أخاك عسلاً ، صدق الله وكذب بطن أخيك ، فسقاه فكأنه نشط من عِقال "