Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 63-67)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بُطونه } أي نبيح لكم شرب ما في بطونه ، فعبر عن الإباحة بالسقي . { مِن بين فرثٍ ودمٍ لبناً خالصاً } فيه وجهان : أحدهما : خالصاً من الفرث والدم . الثاني : أن المراد من الخالص هنا الأبيض ، قاله ابن بحر ومنه قول النابغة : @ يصونون أجساداً قديمها نعيمُها بخالصةِ الأردان خُضْر المناكب @@ فخالصة الأردان أي بيض الأكمام ، وخضر المناكب يعني من حمائل السيوف . { سائغاً للشاربين } فيه وجهان : أحدهما : حلال للشاربين . الثاني : معناه لا تعافه النفس . وقيل : إنه لا يغص أحد باللبن . قوله عز وجل : { ومن ثَمَرات النخيل والأعناب تتخذون منه سَكراً ورزقاً حسَناً } فيها أربعة تأويلات : أحدها : أن السكر الخمر ، والرزق الحسن التمر والرطب والزبيب . وأنزلت هذه الآية قبل تحريم الخمر ثم حرمت من بعد . قال ابن عباس : السَّكر ما حرم من شرابه ، والرزق الحسن ما حل من ثمرته ، وبه قال مجاهد وقتادة وسعيد بن جبير ومن ذلك قول الأخطل : @ بئس الصُّحاة وبئس الشرب شربهم إذا جرى فيهم المزاءُ والسكُرُ @@ والسكر : الخمر ، والمزاء : نوع من النبيذ المسكر . واختلف من قال بهذا هل خرج مخرج الإباحة أو مخرج الخبر على وجهين : أحدهما : أنه خرج مخرج الإباحة ثم نسخ . قاله قتادة . الثاني : أنه خرج مخرج الخبر أنهم يتخذون ذلك وإن لم يحل ، قاله ابن عباس . الثاني : أن السّكَر : النبيذ المسكر ، والرزق الحسن التمر والزبيب ، قاله الشعبي والسدي . وجعلها أهل العراق دليلاً على إباحة النبيذ . الثالث : أن السكر : الخل بلغة الحبشة ، الرزق الحسن : الطعام . الرابع : أن السكر ما طعم من الطعام وحل شربه من ثمار النخيل والأعناب وهو الرزق الحسن ، وبه قال أبو جعفر الطبري وأنشد قول الشاعر :