Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 94-95)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وما منع الناس أن يؤمنوا } يعني برسول الله صلى الله عليه وسلم . { إذ جاءَهم الهُدى } يحتمل وجهين : أحدهما : القرآن . الثاني : الرسول . { إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً } وهذا قول كفار قريش أنكروا أن يكون البشر رُسُل الله تعالى ، وأن الملائكة برسالاته أخص كما كانوا رسلاً إلى أنبيائه ، فأبطل الله تعالى عليهم ذلك بقوله : { قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً } يعني أن الرسول إلى كل جنس يأنس بجنسه ، وينفر من غير جنسه ، فلو جعل الله تعالى الرسول إلى البشر ملكاً لنفروا من مقاربته ولما أنسوا به ولداخلهم من الرهب منه والاتقاء له ما يكفهم عن كلامه ويمنعهم من سؤاله ، فلا تعمّ المصلحة . ولو نقله عن صورة الملائكة إلى مثل صورتهم ليأنسوا به ويسكنوا إليه لقالوا لست ملكاً وإنما أنت بشر فلا نؤمن بك ، وعادوا إلى مثل حالهم .