Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 96-97)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ومن يهد الله فهو المهتدِ } معناه من يحكم الله تعالى بهدايته فهو المهتدي بإخلاصه وطاعته . { ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه } فيه وجهان : أحدهما : ومن يحكم بضلاله فلن تجد له أولياء من دونه في هدايته . الثاني : ومن يقض الله تعالى بعقوبته لم يوجد له ناصر يمنعه من عقابه . { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم } فيه وجهان : أحدهما : أن ذلك عبارة عن الإسراع بهم إلى جهنم ، من قول العرب : قدم القوم على وجوههم إذا أسرعوا . الثاني : أنه يسحبون يوم القيامة على وجوههم إلى جهنم كمن يفعل في الدنيا بمن يبالغ في هوانه وتعذيبه . { عُمْياً وبكماً وصماً } فه وجهان : أحدهما : أنهم حشروا في النار عُمي الأبصار بُكم الألسن صُمّ الأسماع ليكون ذلك يزادة في عذابهم ، ثم أبصروا لقوله تعالى { ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها } [ الكهف : 53 ] وتكلموا لقوله تعالى { دَعوا هنالك ثبوراً } [ الفرقان : 13 ] وسمعوا ، لقوله تعالى { سمعوا لها تغيظاً وزفيراً } [ الفرقان : 12 ] . وقال مقاتل بن سليمان : بل إذا قال لهم { اخسئوا فيها ولا تكلمُون } [ المؤمنون : 18 ] صاروا عمياً لا يبصرون ، صُمّاً لا يسمعون ، بكماً لا يفقهون . الثاني : أن حواسهم على ما كانت عليه ، ومعناه عمي عما يسرّهم ، بكم عن التكلم بما ينفعهم ، صم عما يمتعهم ، قاله ابن عباس والحسن . { مأواهم جهنم } يعني مستقرهم جهنم . { كلما خبت زدناهم سعيراً } فيه وجهان : أحدهما : كلما طفئت أوقدت ، قاله مجاهد . الثاني : كلما سكن التهابها زدناهم سعيراً والتهاباً ، قاله الضحاك ، قال الشاعر : @ وكُنّا كَالحَرِيقِ أَصَابَ غَاباً فَيَخْبُو سَاعَةً ويَهُبُّ سَاعا @@ وسكون التهابها من غير نقصان في الآمهم ولا تخفيف من عذابهم .