Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 1-5)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب } يعني على محمد القرآن ، فتمدح بإنزاله لأنه أنعم عليه خصوصاً ، وعلىالخلق عموماً . { ولم يجعل له عوجاً } في { عوجاً } ثلاثة تأويلات : أحدها : يعني مختلفاً ، قاله مقاتل ، ومنه قول الشاعر : @ أدوم بودي للصديق تكرُّماً ولا خير فيمن كان في الود أعوجا @@ الثاني : يعني مخلوقاً ، قاله ابن عباس . الثالث : أنه العدول عن الحق الى الباطل ، وعن الاستقامة إلى الفساد ، وهو قول علي بن عيسى . والفرق بين العوج بالكسر والعوج بالفتح أن العوج بكسر العين ما كان في الدين وفي الطريق وفيما ليس بقائم منتصب ، والعوج بفتح العين ما كان في القناة والخشبة وفيما كان قائماً منتصباً . { قيِّماً } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أنه المستقيم المعتدل ، وهذ قول ابن عباس والضحاك . الثاني : أنه قيم على سائر كتب الله تعالى يصدقها وينفي الباطل عنها . الثالث : أنه المعتمد عليه والمرجوع إليه كقيم الدار الذي يرجع إليه في أمرها ، وفيه تقديم وتأخير في قول الجميع وتقديره : أنزل الكتاب على عبده قيماً ولم يجعل له عوجاً ولكن جعله قيماً . { لينذر بأساً شديداً من لدنه } يحتمل وجهين : أحدهما : أنه عذاب الاستئصال في الدنيا . الثاني : أنه عذاب جهنم في الآخرة .