Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 6-8)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { فلعلك باخعٌ نفسك على آثارهم } فيه وجهان : أحدهما : قاتل نفسك ، ومنه قول ذي الرُّمَّةِ : @ ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه بشيء نحتَهُ عن يديك المقادِرُ @@ الثاني : أن الباخع المتحسر الأسِف ، قاله ابن بحر . { على آثارهم } فيه وجهان : أحدهما : على آثار كفرهم . الثاني : بعد موتهم . { إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً } يريد إن لم يؤمن كفار قريش بهذا الحديث يعني القرآن . { أسفاً } فيه أربعة تأويلات : أحدها : أي غضباً ، قاله قتادة . الثاني : جزعاً ، قاله مجاهد . الثالث : أنه غمّاً ، قاله السدي . الرابع : حزناً ، قاله الحسن ، وقد قال الشاعر : @ أرى رجلاً منهم أسيفاً كأنما تضُمُّ إلى كشحيه كفّاً مخضبَّا @@ قوله عز وجل : { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها } فيه خمسة أوجه : أحدها : أنها الأشجار والأنهار التي زين الله الأرض بها ، قاله مقاتل . الثاني : أنهم الرجال لأنهم زينة الأرض ، قاله الكلبي . الثالث : أنهم الأنبياء والعلماء ، قاله القاسم . الرابع : أن كل ما على الأرض زينة لها ، قاله مجاهد . الخامس : أن معنى { زينة لها } أي شهوات لأهلها تزين في أعينهم وأنفسهم . { لنبلوهم أيهم أحْسَنُ عملاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أيهم أحسن إعراضاً عنها وتركاً لها ، قاله ابن عطاء . الثاني : أيهم أحسن توكلاً علينا فيها ، قاله سهل بن عبد الله . الثالث : أيهم أصفى قلباً وأهدى سمتاً . ويحتمل رابعاً : لنختبرهم أيهم أكثر اعتباراً بها . ويحتمل خامساً : لنختبرهم في تجافي الحرام منها . قوله عز وجل : { وإنّا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً } في الصعيد ثلاثة أقاويل : أحدها : الأرض المستوية ، قاله الأخفش ومقاتل . الثاني : هو وجه الأرض لصعوده ، قاله ابن قتيبة . الثالث : أنه التراب ، قاله أبان بن تغلب . وفي الجُرُز أربعة أوجه : أحدها : بلقعاً ، قاله مجاهد . الثاني : ملساء ، وهو قول مقاتل . الثالث : محصورة ، وهو قول ابن بحر . الرابع : أنها اليابسة التي لا نبات بها ولا زرع قال الراجز :