Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 83-84)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ } اختلف فيه هل كان نبياً ؟ فذهب قوم إلى أنه نبي مبعوث فتح الله على يده الأرض وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يكن نبياً ولا ملكاً ، ولكنه كان عبداً صالحاً أحب الله وأحبه الله ، وناصح لله فناصحه الله ، وضربوه على قرنه فمكث ما شاء الله ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر ، ولم يكن له قرنان كقرني الثور . واختلف في تسميته بذي القرنين على أربعة أقاويل : أحدها : لقرنين في جانبي رأسه على ما حكى علي بن أبي طالب رضي الله عنه . الثاني : لأنه كانت له ضفيرتان فَسُمِّيَ بهما ذو القرنين ، قاله الحسن . الثالث : لأنه بلغ طرفي الأرض من المشرق والمغرب ، فَسُمِّيَ لاستيلائه . على قرني الأرض ذو القرنين ، قاله الزهري . الرابع : لأنه رأى في منامه أنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها في شرقها وغربها ، فقص رؤياه على قومه فَسُمِّيَ ذو القرنين ، قال وهب بن منبه . وحكى بن عباس أن ذا القرنين هو عبد الله بن الضحاك بن معد ، وحكى محمد بن إسحاق أنه رجل من إهل مصر اسمه مرزبان بن مردبة اليوناني ولد يونان بن يافث بن نوح . وقال معاذ بن جبل : كان رومياً اسمه الاسكندروس . قال ابن هشام : هو الإِسكندر وهو الذي بنى الإسكندرية . قوله عز وجل : { إِنَّا مَكَنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ } يحتمل وجهين : أحدهما : باستيلائه على ملكها . الثاني : بقيامه بمصالحها . { وَأَتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً } فيه وجهان : أحدهما : من كل شيء علماً ينتسب به إلى إرادته ، قاله ابن عباس وقتادة . الثاني : ما يستعين به على لقاء الملوك وقتل الأعداء وفتح البلاد . ويحتمل وجهاً ثالثاً : وجعلنا له من كل أرض وليها سلطاناً وهيبة .