Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 85-88)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { فَأَتْبَعَ سَبَاً } فيه أربعة أوجه : أحدها : منازل الأرض ومعالمها . الثاني : يعني طرقاً بين المشرق والمغرب ، قاله مجاهد ، وقتادة . الثالث : طريقاً إلى ما أريد منه . الرابع : قفا الأثر ، حكاه ابن الأنباري . { حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } قرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وحفص { حَمِئَةٍ } وفيها وجهان : أحدهما : عين ماء ذات حمأة ، قاله مجاهد ، وقتادة . الثاني : يعني طينة سوداء ، قاله كعب . وقرأ بن الزبير ، والحسن : { فِي عَيْنٍ حَامِيَةٍ } وهي قراءة الباقين يعني حارة . فصار قولاً ثالثاً : وليس بممتنع أن يكون ذلك صفة للعين أن تكون حمئة سوداء حامية ، وقد نقل مأثوراً في شعر تُبَّع وقد وصف ذا القرنين بما يوافق هذا فقال : @ قد كان ذو القرنين قبلي مسلماً … ملكاً تدين له الملوك وتسجد بلغ المشارق والمغارب يبتغي أسباب أمرٍ من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها في عين ذي خُلُبٍ وثاطٍ حرمد @@ الخُلُب : الطين . والثأط : الحمأة . والحرمد : الأسود . ثم فيها وجهان : أحدهما : أنها تغرب في نفس العين . الثاني : أنه وجدها تغرب وراء العين حتى كأنها تغيب في نفس العين . { وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً } فيه وجهان : أحدهما : أنه خيره في عقابهم أو العفو عنهم . الثاني : إما أن تعذب بالقتل لمقامهم على الشرك وإما أن تتخذ فيهم حُسناً بأن تمسكهم بعد الأسر لتعلمهم الهدى وتستنقذهم من العَمَى ، فحكى مقاتل أنه لم يؤمن منهم إلا رجل واحد .