Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 9-12)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً } أما الكهف فهو غار في الجبل الذي أوى إليه القوم . وأما الرقيم ففيه سبعة أقاويل : أحدها : أنه اسم القرية التي كانوا منها ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه اسم الجبل ، قاله الحسن . الثالث : أنه اسم الوادي ، قاله الضحاك . قال عطية العوفي : هو واد بالشام نحو إبلة وقد روي أن اسم جبل الكهف بناجلوس ، واسم الكهف ميرم واسم المدينة أفسوس ، واسم الملك وفيانوس . الرابع : أنه اسم كلبهم . قاله سعيد بن جبير ، وقيل هو اسم لكل كهف . الخامس : أن الرقيم الكتاب الذي كتب فيه شأنهم ، قاله مجاهد . ماخوذ من الرقم في الثوب . وقيل كان الكتاب لوحاً من رصاص على باب الكهف ، وقيل في خزائن الملوك لعجيب أمرهم . السادس : الرقيم الدواة بالرومية ، قاله أبو صالح . السابع : أن الرقيم قوم من أهل الشراة كانت حالهم مثل حال أصحاب الكهف ، قاله سعيد بن جبير . { كانوا مِنْ آياتنا عجباً } فيه وجهان : أحدهما : معناه ما حسبت أنهم كانوا من آياتنا عجباً لولا أن أخبرناك وأوحينا إليك . الثاني : معناه أحسبت أنهم أعجب آياتنا وليسوا بأعجب خلقنا ، قاله مجاهد . قوله عز وجل : { إذ أوى الفتية إلى الكهف } اختلف في سبب إيوائهم إليه على قولين : أحدهما : أنهم قوم هربوا بدينهم إلى الكهف ، قاله الحسن . { فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرِنا رشداً } . الثاني : أنهم أبناء عظماء وأشراف خرجوا فاجتمعوا وراء المدينة على غير ميعاد ، فقال أسَنُّهم : إني أجد في نفسي شيئاً ما أظن أحداً يجده ، إن ربي رب السموات والأرض ، { فقالوا } جميعاً { ربُّنا ربُّ السموات والأرض لن ندعوا من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شَطَطَاً } ثم دخلوا الكهف فلبثوا فيه ثلاثمائةٍ سنين وازدادوا تسعاً ، قاله مجاهد . قال ابن قتيبة : هم أبناء الروم دخلوا الكهف قبل عيسى ، وضرب الله تعالى على آذنهم فيه ، فلما بعث الله عيسى أخبر بخبرهم ، ثم بعثهم الله تعالى بعد عيسى في الفترة التي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم . وفي { شططاً } ثلاثة أوجه : أحدها : كذباً ، قاله قتادة . الثاني : غلوّاً ، قاله الأخفش . الثالث : جوراً ، قاله الضحاك . قوله عز وجل : { فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً } والضرب على الآذان هو المنع من الاستماع ، فدل بهذا على أنهم لم يموتوا وكانوا نياماً ، { سنين عدداً } فيه وجهان : أحدهما : إحصاء . الثاني : سنين كاملة ليس فيها شهور ولا أيام . وإنما ضرب الله تعالى على آذانهم وإن لم يكن ذلك من أسباب النوم لئلا يسمعوا ما يوقظهم من نومهم . قوله عز وجل : { ثم بعثناهم } الآية . يعني بالعبث إيقاظهم من رقدتهم . { لنِعلَم } أي لننظر { أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : عدداً ، قاله مجاهد . الثاني : أجلاً ، قاله مقاتل . الثالث : الغاية ، قاله قطرب . وفي الحزبين أربعة أقاويل : أحدها : أن الحزبين هما المختلفان في أمرهم من قوم الفتية ، قاله مجاهد . الثاني : أن أحد الحزبين الفتية ، والثاني : من حضرهم من أهل ذلك الزمان . الثالث : أن أحد الحزبين مؤمنون ، والآخر كفار . الرابع : أن أحد الحزبين الله تعالى ، والآخر الخلق ، وتقديره : أنتم أعلم أم الله .