Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 243-245)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ } يعني ألم تعلم . { وَهُمْ أُلُوفٌ } فيه قولان : أحدهما : يعني مُؤْتَلِفِي القلوب وهو قول ابن زياد . والثاني : يعني ألوفاً في العدد . واختلف قائلو هذا في عددهم على أربعة أقاويل : أحدها : كانوا أربعة آلاف ، رواه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس . والثاني : كانوا ثمانية آلاف . والثالث : كانوا بضعة وثلاثين ألفاً ، وهو قول السدي . والرابع : كانوا أربعين ألفاً ، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً ، والألوف تستعمل فيما زاد على عشرة آلاف . ثم قال تعالى : { حَذَرَ الْمَوتِ } وفيه قولان : أحدهما : أنهم فرّوا من الطاعون ، وهذا قول الحسن ، ورَوَى سعيد بن جبير قال : كانوا أربعة آلاف ، خرجوا فراراً من الطاعون ، وقالوا نأتي أرضاً ليس بها موت ، فخرجوا ، حتَّى إذا كانوا بأرض كذا ، قال الله لهم : موتوا فماتوا ، فمر عليهم نبي ، فدعا ربه أن يحييهم ، فأحياهم الله . القول الثاني : أنهم فروا من الجهاد ، وهذا قول عكرمة والضحاك . { فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا } فيه قولان : أحدهما : يعني فأماتهم الله ، كما يقال : قالت السماء فمطرت ، لأن القول مقدمة الأفعال ، فعبر به عنها . والثاني : أنه تعالى قال قولاً سمعته الملائكة . { ثُمَّ أَحْيَاهُمُ } إنما فعل ذلك معجزة لنبي من أنبيائه كان اسمه شمعون من أنبياء بني إسرائيل ، وأن مدة موتهم إلى أن أحياهم الله سبعة أيام . قال ابن عباس ، وابن جريج : رائحة الموت توجد في ولد ذلك السبط من اليهود إلى يوم القيامة . قوله عز وجل : { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهُ قَرْضاً حَسَناً } فيه تأويلان : أحدهما : أنه الجهاد ، وهو قول ابن زيد . والثاني : أبواب البر ، وهو قول الحسن ، ومنه قول الشاعر : @ وإذا جُوزِيتَ قَرضاً فاجْزِه إنما يجزي الفتى ليس الجمل @@ قال الحسن : وقد جهلت اليهود لما نزلت هذه الآية فقالوا : إن الله يستقرض منا ، فنحن أغنياء ، وهو فقير ، فأنزل الله تعالى : { لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنحَنْ أَغْنِيَاءُ } [ آل عمران : 181 ] . قوله تعالى : { فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً } فيه قولان : أحدهما : سبعمائة ضعف ، وهو قول ابن زيد . والثاني : لا يعلمه أحد إلا الله ، وهو قول السدي . { وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ } فيه تأويلان : أحدهما : يعني في الرزق ، وهو قول الحسن وابن زيد . والثاني : يقبض الصدقات ويبسط الجزاء ، وهو قول الزجاج .