Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 11-16)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فلمَّآ أتَاهَا } يعني النار ، التي هو نور { نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَاْ رَبُّكَ } وفي هذا النداء قولان : أحدهما : أنه تفرد بندائه . الثاني : أن الله أنطق النور بهذا النداء فكان من نوره الذي لا ينفصل عنه ، فصار نداء منه أعلمه به ربه لتسكن نفسه ويحمل عنه أمره فقدم تأديبه بقوله : { فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ } الآية . وفي أمرْه بخلعهما قولان : أحدهما : ليباشر بقدميه بركة الوادي المقدس ، قاله علي بن أبي طالب ، والحسن ، وابن جريج . والثاني : لأن نعليه كانتا من جلد حمار ميت ، قاله كعب ، وعكرمة ، وقتادة . { إِنَكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ } فيه وجهان : أحدهما : أن المقدس هو المبارك ، قاله ابن عباس ، ومجاهد . والثاني : أنه المطهر ، قاله قطرب ، وقال الشاعر : @ وأنت وصول للأقارب مدره برىء من الآفات من مقدس @@ وفي { طُوىً } خسمة تأويلات : أحدها : أنه اسم من طوى لأنه مر بواديها ليلاً فطواه ، قاله ابن عباس . الثاني : سمي طوى لأن الله تعالى ناداه مرتين . وطوى في كلامهم بمعنى مرتين ، لأن الثانية إذا أعقبتها الأولى صارت كالمطوية عليها . الثالث : بل سمي بذلك لأن الوادي قدس مرتين ، قاله الحسن . الرابع : أن معنى طوى : طَإِ الوادي بقدمك ، قاله مجاهد . الخامس : أنه الاسم للوادي قديماً ، قاله ابن زيد : فخلع موسى نعليه ورمى بهما وراء الوادي . قوله تعالى : { وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : وأقم الصلاة لتذكرني فيها ، قاله مجاهد . والثاني : وأقم الصلاة بذكري ، لأنه لا يُدْخَلُ في الصلاة إلا بذكره . الثالث : وأقم الصلاة حين تذكرها ، قاله إبراهيم . وروى سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ نَسِيَ صَلاَةَ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا " قال تعالى : { وَأَقِمِ الصَلاَةَ لِذَكرِي } . قوله تعالى : { أكَادُ أُخْفِيهَا } فيه أربعة تأويلات : أحدها : أي لا أظهر عليها أحداً ، قاله الحسن ، ويكون أكاد بمعنى أريد . الثاني : أكاد أخفيها من نفسي ، قاله ابن عباس ومجاهد ، وهي كذلك في قراة أُبَيّ " أَكَادُ أُخْفِيهَا مِنْ نَفْسِي " ويكون المقصود من ذلك تبعيد الوصول إلى علمها . وتقديره : إذا كنت أخفيها من نفسي فكيف أظهرها لك ؟ الثالث : معناه أن الساعة آتية أكاد . انقطع الكلام عند أكاد وبعده مضمر أكاد آتي بها تقريباً لورودها ، ثم استأنف : أخفيها لتجزى كل نفسٍ بما تسعى . قاله الأنباري ، ومثله قول ضابىء البرجمي : @ هممت ولم أفعل وكدت وليتني تكرت على عثمان تبكي حلائله @@ أي كدت أن أقتله ، فأضمره لبيان معناه . الرابع : أن معنى - أخفيها : أظهرها ، قاله أبو عبيدة وأنشد : @ فإن تدفنوا الداءَ لا نخفيه وأن تبعثوا الحرب لا نقعد @@ يقال أخفيت الشيء أي أظهرته وأخفيته إذا كتمته ، كما يقال أسررت الشيء إذا كتمته ، وأسررته إذا أظهرته . وفي قوله : { وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ } وجهان : أحدهما : أسر الرؤساء الندامة عن الأتباع الذي أضلوهم . والثاني : أسر الرؤساء الندامة . قال الشاعر : @ ولما رأى الحجاج أظهر سيفه أسر الحروري الذي كان أضمرا @@ { لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } فيه وجهان : أحدهما : أنه على وجه القسم من الله ، إن كل نفس تجزى بما تسعى . الثاني : أنه إخبار من الله أن كل نفس تجزى بما تسعى . قوله عز وجل : { فَتَرْدَى } فيه وجهان : أحدهما : فتشقى . الثاني : فتنزل .