Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 131-132)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ … } فيه وجهان : أحدهما : أنه أراد بمد العين النظر . الثاني : أراد به الأسف . { أَزْوَاجاً } أي أشكالاً ، مأخوذ من المزاوجة . { زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } قال قتادة : زينة الحياة الدنيا . { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } يعني فيما متعاناهم به من هذه الزهرة ، وفيه وجهان : أحدهما : لنفتنهم أي لنعذبهم به ، قاله ابن بحر . الثاني : لنميلهم عن مصالحهم وهو محتمل . { وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى } فيه وجهان : أحدهما : أنه القناعة بما يملكه والزهد فيما لا يملكه . الثاني : وثواب ربك في الآخرة خير وأبقى مما متعنا به هؤلاء في الدنيا . ويحتمل ثالثاً : أن يكون الحلال المُبْقِي خيراً من الكثير المُطْغِي . وسبب نزولها ما رواه أبو رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم استلف من يهودي طعاماً فأبى أن يسلفه إلا برهن ، فحزن وقال : " إني لأمين في السماء وأمين في الأرض ، أحمل درعي إليه " فنزلت هذه الآية . وروى أنه لما نزلت هذه الآية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديه فنادى : من لم يتأدب بأدب الله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات . قوله عز وجل : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ } فيه وجهان : أحدهما : أنه أراد أهله المناسبين له . والثاني : أنه أراد جميع من اتبعه وآمن به ، لأنهم يحلون بالطاعة له محل أهله . { وَاصْطَبِرْ عَلَيهَا } أي اصبر على فعلها وعلى أمرهم بها . { لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ } هذا وإن كان خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم فالمراد به جميع الخلق أنه تعالى يرزقهم ولا يسترزقهم ، وينفعهم ولا ينتفع بهم ، فكان ذلك أبلغ في الامتنان عليهم . { وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } أي وحسن العاقبة لأهل التقوى .