Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 60-64)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ كَذِباً } فيه وجهان : أحدهما : لا تفترواْ على الله كذباً بسحركم . الثاني : بتكذيبي وقولكم م جئت به سحر . { فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ } فيهلككم ويستأصلكم ، قال الفرزدق : @ وعض زمان يا ابن مروان لم يدع من المال إلا مسحتاً أو مُجَلَّف @@ فالمسحت : المستأصل ، والمجلف : المهلك . { فَتَنَازَعُوآ أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ } فيه وجهان : أحدهما : فيما هيؤوه من الحبال والعصي ، قاله الضحاك . والثاني : فيمن يبتدىء بالإِلقاء . { وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى } فيه أربعة أقاويل : أحدها : أن النجوى التي أسروها أن قالوا : إن كان هذا سحراً فسنغلبه ، وإن كان السماء فله أمره ، قاله قتادة . الثاني : أنه لما قال لهم { وَيْلَكُمْ } الآية . قالوا : ما هذا بقول ساحر ، قاله ابن منبه . الثالث : أنه أسروا النجوى دون موسى وهارون بقولهم ، { إنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ … } الآيات ، قاله مقاتل والسدي . الرابع : أنهم أسرواْ النجوى . إن غَلَبَنَا موسى اتبعناه ، قاله الكلبي . قوله تعالى : { قَالُواْ إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ } هذه قراءة أبي عمرو وهي موافقة للإِعراب مخالفة للمصحف . وقرأ الأكثرون : إن هذان الساحران ، فوافقوا المصحف فيها ، ثم اختلفوا في تشديد إنّ فخففها ابن كثير وحفص فسلما بتخفيف إن من مخالفة المصحف ومن فساد الإِعراب ، ويكون معناها : ما هذان إلا ساحران . وقرأ أُبَيّ : إن ذان إلا ساحران ، وقرأ باقي القراء بالتشديد : إنَّ هذان لساحران . فوافقوا المصحف وخالفوا ظاهر الإِعراب . واختلف من قرأ بذلك في إعرابه على أربعة أقاويل : أحدها : أن هذا على لغة بلحارث بن كعب وكنانة بن زيد يجعلون رفع الإِثنين ونصبه وخفضه بالألف ، وينشدون : @ فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى مساغاً لِناباهُ الشجاع لصمّما @@ والوجه الثاني : لا يجوز أن يحمل القرآن على ما اعتل من اللغات ويعدل به عن أفصحها وأصحها ، ولكن في " إن " هاء مضمرة تقديرها إنّه هذان لساحران ، وهو قول متقدمي النحويين . الثالث : أنه بَنَى " هذان " على بناء لا يتغير في الإِعراب كما بَنَى الذين على هذه الصيغة في النصب والرفع . الرابع : أن " إن " المشددة في هذا الموضع بمعنى نعم ، كما قال رجل لابن الزبير : لعن الله ناقة حملتني إليك ، فقال ابن الزبير : إنّ وصاحبها . وقال عبد الله بن قيس الرقيات : @ بكى العواذل في الصبا ح يلمنني وألومُهُنّة ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنْه @@ أي نعم { وَيَذْهَبَا بِطَرِيقتِكُمْ الْمُثْلَى } في قائل هذه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه قول السحرة . الثاني : أنه قول قوم فرعون . الثالث : قول فرعون من بين قومه ، وإن أشير به إلى جماعتهم . وفي تأويله خمسة أوجه : أحدها : ويذهبا بأهل العقل والشرف . قاله مجاهد . الثاني : ببني إسرائيل ، وكانوا أولي عدد ويسار ، قاله قتادة . الثالث : ويذهبا بالطريقة التي أنتم عليها في السيرة قاله ابن زيد . الرابع : ويذهبا بدينكم وعبادتكم لفرعون ، قاله الضحاك . الخامس : ويذهبا بأهل طريقتكم المثلى ، [ والمثلى مؤنث ] الأمثل والمراد بالأمثل الأفضل ، قال أبو طالب : @ وإنا لعمرو الله إن جدّ ما أرى لتلتبسن أسيافنا بالأماثل @@ قوله تعالى : { فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ } فيه وجهان : أحدهما : جماعتكم على أمرهم في كيد موسى وهارون . الثاني : معناه أحكموا أمركم ، قال الراجز : @ يا ليت شعري والمنى لا تنفع هل أغدوا يوماً وأمري مجمع @@ أي محكم . { ثُمَّ ائْتُواْ صَفّاً } أي اصطفواْ ولا تختلطواْ . { … مَنِ اسْتَعْلَى } أي غلب .