Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 65-70)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قَالَ بَلْ أَلْقُواْ … } الآية . في أمر موسى للسحرة بالإِلقاء - وإن كان ذلك كفراً لا يجوز أن يأمر به - وجهان : أحدهما : إن اللفظ على صفة الأمر ، ومعناه معنى الخبر ، وتقديره : إن كان إلقاؤكم عندكم حجة فألقواْ . الثاني : إن ذلك منه على وجه الاعتبار ليظهر لهم صحة نبوته ووضوح محبته ، وأن ما أبطل السحر لم يكن سحراً . وختلفوا في عدد السحرة فحكي عن القاسم بن أبي بزة أنهم كانواْ سبعين ألف ساحر ، وحكي عن ابن جريج أنهم كانواْ تسعمائة ساحر ، ثلاثمائة من العريش ، وثلاثمائة من الفيوم ، ويشكون في الثلاثمائة من الإسكندرية ، وحكى أبو صالح عن ابن عباس أنهم كانواْ اثنين وسبعين ساحراً ، منهم اثنان من القبط وسبعون من بني إسرائيل ، كانواْ في أول النهار سحرة وفي آخرة شهداء . { يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } يحتمل وجهين : أحدهما : أنه يخيل ذلك لفرعون . الثاني : لموسى كذلك . { فَأَوْجسَ فِي نَفْسِهِ خِيِفَةً مُّوسَى } وفي خوف وجهان : أحدهما : أنه خاف أن يلتبس على الناس أمرهم فيتوهمواْ أنهم فعلواْ مثل فعله وأنه من جنسه . الثاني : لما هو مركوز في الطباع من الحذر . وأوجس : بمعنى أسر . { قُلْنَا لاَ تَخَفْ … } الآية . تثبيتاً لنفسه ، وإزالة لخوفه . قوله تعالى : { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُواْ } أي تأخذه بفيها ابتلاعاً بسرعة ، فقيل إنها ابتلعت حمل ثلاثمائة بعير من الحبال والعصي ، ثم أخذها موسى ورجعت عصا كما كانت . وفيها قولان : أحدهما : أنها كانت من عوسج ، قاله وهب . الثاني : من الجنة ، قاله ابن عباس ، قال : وبها قتل موسى عوج بن عناق . { فَأَلْقِيَ السَّحْرةُ سُجَّداً } طاعة لله وتصديقاً لموسى . { قَالُواْ ءَامَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } أي بالرب الذي دعا إليه هارون وموسى ، لأنه رب لنا ولجميع الخلق ، فقيل إنهم ، ما رفعوا رؤوسهم حتى رأواْ الجنة وثواب أهلها ، فعند ذلك .