Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 95-101)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ } الخطب ما يحدث من الأمور الجليلة التي يخاطب عليها ، قال الشاعر : @ آذنت جارتي بوشك رحيل بكرا جاهرت بخطب جليل @@ وفي السامري قولان : أحدهما أنه كان رجلاً من أهل كرمان ، تبع موسى من بني إسرائيل ، قاله الطبري ، وكان اسمه موسى بن ظفر . أحدهما : أنه كان رجلاً من أهل كرمان ، تبع موسى من بني إسرئيل ، قاله الطبري ، وكان اسمه موسى بن ظفر . وفي تسميته بالسامري قولان : أحدهما : أنه كان من قبيلة يقال لها سامرة ، قاله قتادة . الثاني : لأنه كان من قرية تسمى سامرة . { قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ } فيه وجهان : أحدهما : نظرت ما لم ينظروه ، قاله أبو عبيدة . الثاني : بما لم يفطنواْ له ، قاله مقاتل . وفي بصرت وأبصرت وجهان : أحدهما : أنَّ معناهما واحد . الثاني : أن معناها مختلف ، بأبصرت بمعنى نظرت ، وبَصُرت بمعنى فطنت . { فَقَبَضْتُ قَبْضَةً } قرأه الجماعة بالضاد المعجمة ، وقرأ الحسن بصاد غير معجمة ، والفرق بينهما أن القبضة بالضاد المعجمة ، بجميع الكف ، وبصاد غير معجمة : بأطراف الأصابع { مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ } فيه قولان : أحدهما : أن الرسول جبريل . وفي معرفته قولان : أحدهما : لأنه رآه يوم فلق البحر فعرفه . الثاني : أن حين ولدته أمه [ جعلته في غار ] - حذراً عليه من فرعون حين كان يقتل بني إسرائيل وكان جبريل يغذوه صغيراً لأجل البلوى ، فعرفه حين كبر ، فأخذ قبضة تراب من حافر فرسه وشدها في ثوبه { فَنَبَذْتُهَا } يعني فألقيتها ، وفيه وجهان : أحدهما : أنه ألقاها فيما سبكه من الحلي بصياغة العجل حتى خار بعد صياغته . الثاني : أنه ألقاها في جوف العجل بعد صياغته حتى ظهر خواره ، فهذا تفسيره على قول من جعل الرسول جبريل . والقول الثاني : أن الرسول موسى ، وأن أثره شريعته التي شرعها وسنته التي سنها ، وأن قوله : { فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَأ } أي طرحت شريعة موسى ونبذت سنته ، ثم اتخذت العجل جسداً له خوار . { وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي } فيه وجهان : أحدهما : حدثتني نفسي . قاله ابن زيد . الثاني : زينت لي نفسي ، قاله الأخفش . قوله عز وجل : { قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ } فيه قولان : أحدهما : أن قوله : { فَاذْهَبْ } وعيد من موسى ، ولذا [ فإن ] السامري خاف فهرب فجعل يهيم في البرية مع الوحوش والسباع ، لا يجد أحداً من الناس يمسه ، حتى صار كالقائل لا مساس ، لبعده عن الناس وبعد الناس منه . قالت الشاعرة : @ حمال رايات بها قنعاسا حتى يقول الأزد لا مساسا @@ القول الثاني : أن هذا القول من موسى [ كان ] تحريماً للسامري ، وأن موسى أمر بني إسرائيل ألا يؤاكلوه ولا يخالطوه ، فكان لا يَمَسُّ وَلاَ يُمَسُّ ، قال الشاعر : @ تميم كرهط السامري وقوله ألا لا يريد السامري مساسا @@ أي لا يُخَالِطُونَ وَلاَ يُخَالَطُون . { وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّن تُخْلَفَهُ } يحتمل وجهين : أحدهما : في الإِمهال لن يقدم . الثاني : في العذاب لن يؤخر . قوله عز وجل : { وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } فيه وجهان : أحدهما : أحاط بكل شيء حتى لم يخرج شيء من علمه . الثاني : وسع كل شيء علماً حتى لم يخل شيء عن علمه به .