Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 105-107)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن الزبور الكتب التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ، والذكر أُمّ الكتاب الذي عنده في السماء ، وهذا قول مجاهد . والثاني : أن الزبور من الكتب التي أنزلها الله تعالى على مَنْ بعد موسى من أنبيائه ، وهذا قول الشعبي . { أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها أرض الجنة يرثها أهل الطاعة ، وهذا قول سعيد بن جبير ، وابن زيد . والثاني : أنها الأرض المقدسة يرثها بنو إسرائيل ، وهذا قول الكلبي . والثالث : أنها أرض الدنيا ، والذي يرثها أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا قول ابن عباس . قوله عز وجل : { إِنَّ فِي هذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ } أما قوله { إِنَّ فِي هذَا } ففيه قولان : أحدهما : يعني في القرآن . والثاني : في هذه السورة . وفي قوله : { لَبَلاَغاً لَّقُوْمٍ عَابِدِينَ } وجهان : أحدهما : أنه بلاغ إليهم يَكُفُّهُم عن المعصية ويبعثهم على الطاعة . الثاني : أنه بلاغ لهم يبلغهم إلى رضوان الله وجزيل ثوابه . وفي قوله : { عَابِدِينَ } وجهان : أحدهما : مطيعين . والثاني : عالمين . قوله عز وجل : { وَمَا أرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } فيما أريد بهذه الرحمة وجهان : أحدهما : الهداية إلى طاعة الله واستحقاق ثوابه . الثاني : أنه ما رفع عنهم من عذاب الاستئصال . وفي قوله : { لِلْعَالَمِينَ } وجهان : أحدهما : من آمن منهم ، فيكون على الخصوص في المؤمنين إذا قيل إن الرحمة الهداية . الثاني : الجميع ، فيكون على العموم في المؤمنين والكافرين إذا قيل إن الرحمة ما رفع عنهم من عذاب الاستئصال .