Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 95-97)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } فيه تأويلان : أحدهما : معناه حرام على قرية وجدناها هالكة بالذنوب أنهم لا يرجعون إلى التوبة ، وهو قول عكرمة . الثاني : وحرام على قرية أهلكناها بالعذاب أنهم لا يرجعون إلى الدنيا ، وهذا قول الحسن ، وقرأ أبن عباس : وحَرُم على قرية ، وتأويلها ما قاله سفيان : وجب على قرية أهلكناها . [ أنهم لا يرجعون قال : لا يتوبون ] . قوله عز وجل : { حَتَّى إِذَا فُتِحتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ } أي فتح السد ، وهو من أشراط الساعة ، وروى أبو هريرة عن زينب بنت جحش قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نائماً في بيته ، فاستيقظ محمرة عيناه ، فقال : " لاَ إِله إِلاَّ اللَّهَ ثَلاَثاً ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍ قَدِ اقْتَرَبَ ، فُتِحَ اليَومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجُ مِثْلَ هذَا " وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عِقْدِ التِّسْعِينَ . ويأجوج ومأجوج قيل إنهما أخوان ، وهما ولدا يافث بن نوح ، وفي اشتقاق اسميهما قولان : أحدهما : أنه مشتق من أَجّت النار . والثاني : من الماء الأُجاج . وقيل إنهم يزيدون على الإِنس الضعف . { وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } وفي حدب الأرض ثلاثة أوجه : أحدها : أنه فجاجها وأطرافها ، قاله ابن عباس . والثاني : حولها . الثالث : تلاعها وآكامها ، مأخوذ من حدبة الظهر ، قال عنترة : @ فما رعشت يداي ولا ازْدَهاني تواترهم إليَّ من الحِداب @@ وفي قوله : { يَنسِلُونَ } وجهان : أحدها : معناه يخرجون ، ومنه قول امرىء القيس : @ فسلي ثيابي من ثيابك تنسلِ @@ والثاني : معناه يسرعون ، ومنه قول الشاعر : @ عسلان الذئب أمسى قارباً برد الليل عليه فنسل @@ وفي الذي هم من كل حدب ينسلون قولان : أحدهما : هم يأجوج ومأجوج ، وهذا قول ابن مسعود . الثاني : أنهم الناس يحشرون إلى الموقف .