Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 98-103)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : وقود جهنم ، وهو قول بن عباس . الثاني : معناه حطب جهنم ، وقرأ علي بن أبي طالب وعائشة : حطب جهنم . الثالث : أنهم يُرمَون فيها كما يُرْمَى بالحصباء ، حتى كأن جهنم تحصب بهم ، وهذا قول الضحاك ، ومنه قول الفرزدق : @ مستقبلين شمال الشام يضربنا بحاصب كنديف القطن منثور @@ يعني الثلج ، وقرأ ابن عباس : حضب جهنم ، بالضاد معجمة . قال الكسائي : حضبت النار بالضاد المعجمة إذا أججتها فألقيت فيها ما يشعلها من الحطب . قوله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا الْحُسْنَى } فيها ثلاثة تأويلات : أحدها : أنها الطاعة لله تعالى : حكاه ابن عيسى . والثاني : السعادة من الله ، وهذا قول ابن زيد . والثالث : الجنة ، وهو قول السدي . ويحتمل تأويلاً رابعاً : أنها التوبة . { أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } يعني عن جهنم . وفيهم ثلاثة أقاويل : أحدها : أنهم عيسى والعزير والملائكة الذين عُبِدوا من دون الله وهم كارهون وهذا قول مجاهد . الثاني : أنهم عثمان وطلحة والزبير ، رواه النعمان بن بشيرعن علي بن أبي طالب . الثالث : أنها عامة في كل من سبقت له من الله الحسنى . وسبب نزول هذه الآية ما حكي أنه لما نزل قوله تعالى : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دَونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } قال المشركون : فالمسيح والعزير والملائكة قد عُبِدُوا ، فأنزل الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مَّنَّا الْحُسْنَى أُولئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } يعني عن جهنم ، ويكون قوله : { مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } محمولاً على من عذبه ربه . قوله عز وجل : { لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن الفزع الأكبر النفخة الأخيرة ، وهذا قول الحسن . والثاني : أنه ذبْحُ الموتِ ، حكاه ابن عباس . والثالث : حين تطبق جهنم على أهلها ، وهذا قول ابن جريج . ويحتمل تأويلاً رابعاً : أنه العرض في المحشر .