Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 26-27)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَإِذْ بَوَّأنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ } فيه وجهان : أحدهما : معناه وطأنا له مكان البيت ، حكاه ابن عيسى . والثاني : معناه عرفناه مكان البيت بعلامة يستدل بها . وفي العلامة قولان : أحدهما : قاله قطرب ، بعثت سحابة فتطوقت حيال الكعبة فبنى على ظلها . الثاني : قاله السدي ، كانت العلامة ريحاً هبت وكنست حول البيت يقال لها الخجوج . { أَن لاَّ تُشْرِكَ بِي شَيْئاً } أي لا تعبد معي إلهاً غيري . { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : من الشرك وعبادة الأوثان ، وهذا قول قتادة . الثاني : من الأنجاس والفرث والدم الذي كان طرح حول البيت ، ذكره ابن عيسى . والثالث : من قول الزور ، وهو قول يحيى بن سلام . { لِلطَّآئِفِينَ وَالْقَآئِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } أما الطائفون فيعني بالبيت وفي { الْقَائِمِينَ } قولان : أحدهما : يعني القائمين في الصلاة ، وهو قول عطاء . والثاني : المقيمين بمكة ، وهو قول قتادة . { وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } يعني في الصلاة ، وفي هذا دليل على ثواب الصلاة في البيت . وحكى الضحاك أن إبراهيم لما حضر أساس البيت وحد لَوْحاً ، عليه مكتوب : أنا الله ذو بكّة ، خلقت الخير والشر ، فطوبى لمن قَدَّرْتُ على يديه الخير ، وويلٌ لمن قدرت على يديه الشر . وتأول بعض أصحاب الخواطر قوله : { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } يعني القلوب . { لِلطَّآئِفِينَ } يعني حجاج الله ، { وَالْقَآئِمِينَ } يعني الإِيمان ، { وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } يعني الخوف والرجاء . قوله عز وجل : { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ } يعني أَعْلِمْهُم ونَادِ فيهم بالحق ، وفيه قولان : أحدهما : أن هذا القول حكاية عن أمر الله سبحانه لنبيه إبراهيم ، فروي أن إبراهيم صعد جبل أبي قبيس فقال : عباد الله إن الله سبحانه وتعالى قد ابتنى بيتاً وأمَرَكُمْ بحجه فَحُجُّوا ، فأجابه من في أصلاب الرجال وأرحام النساء : لبيك داعي ربنا لبيك . ولا يحجه إلى يوم القيامة إلا من أجاب دعوة إبراهيم ، وقيل إن أول من أجابه أهل اليمن ، فهم أكثر الناس حجاً له . والثاني : أن هذا أمر من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس بحج البيت . { يَأْتُوكَ رِجَالاً } يعني مشاة على أقدامهم ، والرجال جمع راجل . { وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ } أي جملٍ ضامر ، وهو المهزول ، وإنما قال { ضَامِرٍ } لأنه ليس يصل إليه إلا وقد صار ضامراً . { يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } أي بعيد ، ومنه قول الشاعر :