Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 32-33)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { ذلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَآئِرَ اللَّهِ } فيه وجهان : أحدهما : فروض الله . والثاني : معالم دينه ، ومنه قول الكميت : @ نقتلهم جيلاً فجيلاً نراهم شعائر قربان بهم يتقرب @@ وفيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها مناسك الحج ، وتعظيمها إشعارها ، وهو مأثور عن جماعة . والثاني : أنها البُدن المشعرة ، وتعظيمها استسمانها واستحسانها ، وهو قول مجاهد . والثالث : أنها دين الله كله ، وتعظيمها التزامها ، وهو قول الحسن . { فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } قال الكلبي والسدي : من إخلاص القلوب . ويحتمل عندي وجهاً آخر أنه قصد الثواب . ويحتمل وجهاً آخر أيضاً : أنه ما أرضى الله تعالى : قوله عز وجل : { لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن المنافع التجارة ، وهذا قول من تأول الشعائر بأنها مناسك الحج ، والأجل المسمى العود . والثاني : أن المنافع الأجر ، والأجل المسمى القيامة ، وهذا تأويل من تأولها بأنها الدين . والثالث : أن المنافع الركوب والدر والنسل ، وهذا قول من تأولها بأنها الهَدْى فعلى هذا في الأجل المسمى وجهان : أحدهما : أن المنافع قبل الإِيجاب وبعده ، والأجل المسمى هو النحر ، وهذا قول عطاء . { ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى الْبَيْتِ الْعتِيقِ } إن قيل إن الشعائر هي مناسك الحج ففي تأويل قوله : { ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ } وجهان : أحدهما : مكة ، وهو قول عطاء . والثاني : الحرم كله محل لها ، وهو قول الشافعي . وإن قيل إن الشعائر هي الدين كله فيحتمل تأويل قوله : { ثم محلها إلى البيت العتيق } أن محل ما اختص منها بالأجر له ، هو البيت العتيق .