Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 30-31)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ذلِكَ وَمَن يَعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ } فيه قولان : أحدهما : أنه فعل ما أمر به من مناسكه ، قاله الكلبي . والثاني : أنه اجتناب ما نهى عنه في إحرامه . ويحتمل عندي قولاً ثالثاً : أن يكون تعظيم حرماته أن يفعل الطاعة ويأمر بها ، وينتهي عن المعصية وينهى عنها . { وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ } فيه قولان : أحدهما : إلا ما يتلى عليكم من المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذُبحَ على النصب . والثاني : إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم . { فَاجْتَنِبُواْ الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ } فيه وجهان : أحدهما : أي اجتنبواْ من الأوثان الرجس ، ورجس الأوثان عبادتها ، فصار معناه : فاجتنبوا عبادة الأوثان . الثاني : معناه : فاجتنبواْ الأوثان فإنها من الرجس . { وَاجْتَنِبُواْ قَوْلَ الزُّورِ } فيه أربعة أقاويل : أحدها : الشرك ، وهوقول يحيى بن سلام . والثاني : الكذب ، وهو قول مجاهد . والثالث : شهادة الزور . روى أيمن بن محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيباً فقال : " أَيُّهَا النَّاسُ عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ الشِّرْكَ بِاللَّهِ مَرَّتِينَ " ثم قرأ : { فَاجْتَنِبُواْ الرّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُواْ قَوْلَ الزُّورِ } . والرابع : أنها عبادة المشركين ، حكاه النقاش . ويحتمل عندي قولاً خامساً : أنه النفاق لأنه إسلام في الظاهر زور في الباطن . قوله عز وجل : { حُنَفَآءَ لِلَّهِ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : يعني مسلمين لله ، وهو قول الضحاك ، قال ذو الرمة : @ إذا حول الظل العشي رأيته حنيفاً وفي قرن الضحى يتنصر @@ والثاني : مخلصين لله ، وهو قول يحيى بن سلام . والثالث : مستقيمين لله ، وهو قول عليّ بن عيسى . والرابع : حجاجاً إلى الله ، وهو قول قطرب . { غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ } فيه وجهان : أحدهما : غير مرائين بعبادته أحداً من خلقه . والثاني : غير مشركين في تلبية الحج به أحداً لأنهم كانواْ يقولون في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك ، قاله الكلبي .