Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 1-11)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : معناه قد سعد المؤمنون ومنه قول لبيد : @ فاعقلي إن كنت لم تعقلي إنما أفلح من كان عقل @@ الثاني : أن الفلاح البقاء ومعناه قد بقيت لهم أعمالهم ، وقيل : إنه بقاؤهم في الجنة ، ومنه قولهم في الأذان : حي على الفلاح أي حي على بقاء الخير قال طرفة بن العبد : @ أفبعدنا أو بعدهم … يرجى لغابرنا الفلاح @@ الثالث : أنه إدْراك المطالب قال الشاعر : @ لو كان حي مدرك الفلاح أدركه ملاعب الرماح @@ قال ابن عباس : المفلحون الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا . روى عمر بن الخطاب قال كان النبي صل الله عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن يسمع عند وجهه دويٌ كدوي النحل ، فنزل عليه يوماً فلما سرى عنه استقبل القبلة ورفع يديه ثم قال : " اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلاَ تُنْقِصْنَا ، وَأَكْرِمْنَا وَلاَ تُهِنَّا ، وَأَعْطِنَا وَلاَ تَحْرِمْنَا ، وَآثِرْنَا وَلاَ تُؤْثِرْ عَلَينَا ، وَأَرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا " ، ثم قال : " لَقَدْ أَنْزَلَ عَلَيَّ عَشْرَ أَيَاتٍ مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ " ، ثم قرأ علينا { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } حتى ختم العشر . روى أبو عمران الجوني قال قيل لعائشة ما كان خُلُق رسول الله صل الله عليه وسلم ؟ ، قالت أتقرأُون سورة المؤمنون ؟ قيل : نعم ، قالت اقرأُوا فقرىء عليها { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } حتى بَلَغَ { يَحَافِظُونَ } . فقالت : هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم . قوله تعالى : { الَّذِيِنَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ } فيه خمسة أوجه : أحدها : خائفون ، وهوقول الحسن ، وقتادة . والثاني : خاضعون ، وهو قول ابن عيسى . والثالث : تائبون ، وهو قول إبراهيم . والرابع : أنه غض البصر ، وخفض الجناح ، قاله مجاهد . الخامس : هو أن ينظر إلى موضع سجوده من الأرض ، ولا يجوز بصره مُصَلاَّهُ ، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع بصره إلى السماء فنزلت : { الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ } فصار لا يجوِّز بصره مُصَلاَّهُ . فصار في محل الخشوع على هذه الأوجه قولان : أحدهما : في القلب خاصة ، وهو قول الحسن وقتادة . والثاني : في القلب والبصر ، وهو قول الحسن وقتادة . قوله : { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } فيه خمسة أوجه : أحدها : أن اللغو الباطل ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه الكذب ، قاله ابن عباس . الثالث : أنه الحلف ، قاله الكلبي . الرابع : أنه الشتم لأن كفار مكة كانوا يشتمون المسلمين فهو عن الإِجابة ، حكاه النقاش . الخامس : أنها المعاصي كلها ، قاله الحسن . قوله : { أُوْلئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ } روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مَا مِنْكُم إِلاَّ لَهُ مَنزِلاَنِ : مَنزِلٌ فِي الجَنَّةِ وَمَنزِلٌ فِي النَّارِ ، فَإِن مَاتَ وَدَخَلَ النَّارَ ، وَرِثَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنْزِلَهُ ، وإِنْ مَاتَ وََدَخَلَ الجَنَّةَ ، وَرِثَ أَهْلُ النَّارِ مَنزِلَهُ ، فَذلِكَ قولَه { أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ } " ، ثم بيَّن ما يرثون فقال : { الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ } فيه خمسة أوجه : أحدها : أنه اسم من أسماء الجنة ، قاله الحسن . الثاني : أنه أعلى الجنان قاله قطرب . الثالث : أنه جبل الجنة الذي تتفجر منه أنهار الجنة ، قاله أبو هريرة . الرابع : أنه البستان وهو رومي معرب ، قاله الزجاج . الخامس : أنه عربي وهو الكرم ، قاله الضحاك .