Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 50-50)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَجَعَلْنَا ابْنَ مرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً } فآيته أن خلق من غير ذكر وآيتها أن حملت من غير بعل ، ثم تكلم في المهد فكان كلامه آية له ، وبراءة لها . { وَءَاوَيْنَا هُمَآ إِلَى رَبْوَةٍ } الآية . الربوة ما ارتفع من الأرض وفيه قولان : أحدهما : أنها لا تسمى ربوة إلا إذا اخضرت بالنبات وربت ، وإلاّ قيل نشز اشتقاقاً من هذا المعنى واستشهاداً بقول الله تعالى : { كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ } [ البقرة : 65 ] ويقول الشاعر : @ طوى نفسه طيّ الحرير كأنه حوى جنة في ربوة وهو خاشع @@ الثاني : تسمى ربوة وإن لم تكن ذات نبات قال امرؤ القيس : @ فكنت هميداً تحت رمس بربوة تعاورني ريحٌ جنوب وشمألُ @@ وفي المراد بها هنا أربعة أقاويل : أحدها : الرملة ، قاله أبو هريرة . الثاني : دمشق ، قاله ابن جبير . الثالث : مصر ، قاله ابن زيد . الرابع : بيت المقدس . قاله قتادة ، قال كعب الأحبار ، هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً . وفي : { ذَاتِ قَرَارٍ } أربعة أوجه : أحدها : ذات استواء ، قاله ابن جبير . الثاني : ذات ثمار ، قاله قتادة . الثالث : ذات معيشة تقرهم ، قاله الحسن . الرابع : ذات منازل تستقرون فيها ، قاله يحيى بن سلام . وفي { مَعَينٍ } وجهان : أحدهما : أنه الجاري ، قاله قتادة . الثاني : أنه الماء الطاهر ، قاله عكرمة ومنه قول جرير : @ إن الذين غروا بلبك غادروا وشلاً بعينك ما يزال معينا @@ أي ظاهراً ، في اشتقاق المعين ثلاثة أوجه : أحدها : لأنه جار من العيون ، قاله ابن قتيبة فهو مفعول من العيون . الثاني : أنه مشتق من المعونة . الثالث : من الماعون .