Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 62-67)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمرَةٍ مِّنْ هذا } فيه وجهان : أحدهما : في غطاء ، قاله ابن قتيبة . والثاني : في غفلة قاله قتادة . { مِنْ هذا } فيه وجهان : أحدهما : من هذا القرآن ، وهو قول مجاهد . الثاني : من هذا الحق ، وهو قول قتادة . { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } فيه وجهان : أحدهما : خطايا [ يعملونها ] من دون الحق ، وهو قول قتادة . الثاني : أعمال [ رديئة ] لم يعملوها وسيعملونها ، حكاه يحيى ابن سلام . ويحتمل وجهاً ثالثاً : أنه ظلم المخلوقين مع الكفر بالخالق . قوله عز وجل : { حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْغَذَابِ } فيهم وجهان : أحدهما : أنهم الموسع عليهم بالخصب ، قاله ابن قتيبة . والثاني : بالمال والولد ، قاله الكلبي ، فعلى الأول يكون عامّاً وعلى الثاني يكون خاصاً . { إذَا هُم يَجْأَرُونَ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : يجزعون ، وهو قول قتادة . الثاني : يستغيثون ، وهوقول ابن عباس . والثالث : يصيحون ، وهو قول علي بن عيسى . والرابع : يصرخون إلى الله تعالى بالتوبة ، فلا تقبل منهم ، وهو قول الحسن . قال قتادة نزلت هذه الآية في قتلى بدر ، وقال ابن جريج { حَتَّى إِذَا أَخذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ } هم الذين قتلواْ ببدر . قوله عز وجل : { وَكُنتُم عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : تستأخرون ، وهو قول مجاهد . والثاني : تكذبون . والثالث : رجوع القهقرى . ومنه قول الشاعر : @ زعموا أنهم على سبل الحق وأنا نكص على الأعقاب @@ وهو أي النكوص ، موسع هنا ومعناه ترك القبول . { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } أي بحرمة الله ، ألا يظهر عليهم فيه أحد ، وهو قول ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وقتادة . ويحتمل وجهاً آخر : مستكبرين بمحمد أن يطيعوه ، وبالقرآن أن يقبلوه . { سَامِراً تَهْجُرونَ } سامر فاعل من السمر . وفي السمر قولان : أحدهما : أنه الحديث ليلاً ، قاله الكلبي ، وقيل به : سمراً تهجرون . والثاني : أنه ظل القمر ، حكاه ابن عيسى ، والعرب تقول حلف بالسمر والقمر أي بالظلمة والضياء ، لأنهم يسمرون في ظلمة الليل وضوء القمر ، والعرب تقول أيضاً : لا أكلمه السمر والقمر ، أي الليل والنهار ، وقال الزجاج ومن السمر أخذت سمرة اللون . وفي { تَهْجُرُونَ } وجهان : أحدهما : تهجرون الحق بالإِعراض عنه ، قاله ابن عباس . والثاني : تهجرون في القول بالقبيح من الكلام ، قاله ابن جبير ، ومجاهد . وقرأ نافع { تُهْجِرُونَ } بضم التاء وكسر الجيم وهو من هجر القول . وفي مخرج هذا الكلام قولان : أحدهما : إنكار تسامرهم بالإِزراء على الحق مع ظهوره لهم . الثاني : إنكاراً منهم حتى تسامروا في ليلهم والخوف أحق بهم .