Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 68-75)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ } في الحق هنا قولان : أحدهما : أنه الله ، قاله الأكثرون . الثاني : أنه التنزيل أي لو نزل بما يريدون لفسدت السموات والأرض . وفي اتباع أهوائهم قولان : أحدهما : لو اتبع أهواءهم فيما يشتهونه . الثاني : فيما يعبدونه . { لَفَسَدَتِ السَّموَاتُ وَالأَرْضُ } يحتمل وجهين : أحدهما : لفسد تدبير السموات والأرض ، لأنها مدبرة بالحق لا بالهوى . الثاني : لفسدت أحوال السموات والأرض لأنها جارية بالحكمة لا على الهوى . { وَمَن فِيهِنَّ } أي ولفسد من فيهن ، وذلك إشارة إلى من يعقل من ملائكة السموات وإنس الأرض ، وقال الكلبي : يعني ما بينهم من خلق ، وفي قراءة ابن مسعود لفسدت السموات والأرض وما بينهما ، فتكون على تأويل الكلبي ، وقراءة ابن مسعود ، محمولاً على فساد ما لا يعقل من حيوان وجماد ، وعلى ظاهر التنزيل في قراءة الجمهور يكون محمولاً على فساد ما يعقل وما لا يعقل من الحيوان ، لأن ما لا يعقل تابع لما يعقل في الصلاح والفساد . فعلى هذا يكون من الفساد ما يعود على من في السموات من الملائكة بأن جعلت أرباباً وهي مربوبة ، وعبدت وهي مستعبدة . وفساد الإِنس يكون على وجهين : أحدهما : باتباع الهوى . وذلك مهلك . الثاني : بعبادة غير الله . وذلك كفر . وأما فساد الجن فيكون بأن يطاعوا فيطغوا . وأما فساد ما عدا ذلك فيكون على وجه التبع بأنهم مدبرون بذوي العقول . فعاد فساد المدبرين عليهم . { بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ } فيه وجهان : أحدهما : عنى ببيان الحق لهم ، قاله ابن عباس . الثاني : بشرفهم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم منهم . والقرآن بلسانهم ، قاله السدي ، وسفيان . ويحتمل ثالثاً : بذكر ما عليهم من طاعة ولهم من جزاء . { فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعِرِضُونَ } فيه وجهان : أحدهما : فهم عن القرآن معرضون ، قاله قتادة . الثاني : عن شرفهم معرضون ، قاله السدي . قوله : { أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً } يعني أمراً . { فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ } فيه وجهان : أحدهما : فرزق ربك في الدنيا خير منهم ، قاله الكلبي . الثاني : فأجر ربك في الآخرة خيرٌ منه ، قاله الحسن . وذكر أبو عمرو بن العلاء الفرق بين الخرج والخراج فقال : الخرج من الرقاب : والخراج من الأرض . قوله : { عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : لعادلون ، قاله ابن عباس . الثاني : لحائدون ، قاله قتادة . الثالث : لتاركون ، قاله الحسن . الرابع : لمعرضون ، قاله الكلبي ، ومعانيها متقاربة .