Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 36-38)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فِي بُيُوتٍ } في هذه البيوت قولان : أحدهما : أنها المساجد ، قاله ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد . الثاني : أنها سائر البيوت ، قاله عكرمة . { أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ } أربعة أوجه : أحدها : أن تُبْنَى ، قاله مجاهد كقوله : { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ } أي يبني . الثاني : أنها تطهر من الأنجاس والمعاصي ، حكاه ابن عيسى . الثالث : أن تعظم ، قاله الحسن . الرابع : أن ترفع فيها الحوائج إلى الله . { وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : يتلى فيها كتابه ، قاله ابن عباس . الثاني : تذكر فيها أسماؤه الحسنى ، قاله ابن جرير . الثالث : توحيده بأن لا إله غيره ، قاله الكلبي . وفيما يعود إليه ذكر البيوت التي أذن الله أن ترفع قولان : أحدهما : إلى ما تقدم من قوله : كمشكاة فيها مصباح في بيوت أذن الله . الثاني : إلى ما بعده من قوله : { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا } وفي هذا التسبيح قولان : أحدهما : أنه تنزيه الله . الثاني : أنه الصلاة ، قاله ابن عباس والضحاك . { بالْغَدُوِّ وَالآصَالِ } الغدو جمع غَدوة والآصال جمع أصيل وهي العشاء . { رِجالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ } قال الكلبي : التجار هم الجلاب المسافرون ، والباعة هم المقيمون . { عَن ذِكْرِ اللَّهِ } فيه وجهان : أحدهما : عن ذكره بأسمائه الحسنى . الثاني : عن الأذان ، قاله يحيى بن سلام . { تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبِ وَالأبْصَارُ } فيه خمسة أوجه : أحدها : يعني تقلبها على حجر جهنم . الثاني : تقلب أحوالها بأن تلفحها النار ثم تنضجها وتحرقها . الثالث : أن تقلب القلوب وجيبها ، وتقلب الأبصار النظر بها إلى نواحي الأهوال . الرابع : أن تقلب القلوب بلوغها الحناجر ، وتقلب الأبصار الزّرَق بعد الكحل ، والعمى بعد البصر . الخامس : أن الكافر بعد البعث ينقلب قلبه على الكفر إلى الإيمان وينقلب بصره عما كان يراه غياً فيراه رشداً . { لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } فذكر الجزاء على الحسنات ولم يذكر الجزاء على السيئات وإن كان يجازى عليها لأمرين : أحدهما : أنه ترغيب فاقتصر على ذكر الرغبة . الثاني : أنه يكون في صفة قوم لا تكون منهم الكبائر فكانت صغائرهم مغفورة . { وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ } يحتمل وجهين : أحدهما : ما يضاعفه من الحسنة بعشر أمثالها . الثاني : ما يتفضل به من غير جزاء . { وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } فيه أربعة أوجه : أحدها : بغير جزاء بل يسديه تفضلاً . الثاني : غير مقدر بالكفاية حتى يزيد عليها . الثالث : غير قليل ولا مضيق . الرابع : غير ممنون به . وقيل لما نزلت هذه الآية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء مسجد قباء فحضر عبد الله بن رواحة فقال : يا رسول الله قد أفلح من بنى المساجدا ؟ قال : " نَعَمْ يَا ابْنَ رَوَاحَةَ " قال ، وصلى فيها قائماً وقاعداً قال : " نَعَمْ يَا ابْنَ رَوَاحَةِ " قال : ولم يبت لله إلا ساجداً ؟ قال : " نَعَمْ يَا ابْنَ رَوَاحَةَ . كُفّ عَنِ السَّجْعِ فَمَا أُعْطِيَ عَبْدٌ شَيئاً شَرّاً مِن طَلاَقَةِ لِسَانِهِ " .