Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 21-24)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءِنَا } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : لا يخافون ولا يخشون ، قاله السدي ، ومنه قول الشاعر : @ إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عوامل @@ أي لم يخش . الثاني : لا يبالون ، قاله ابن عمير ، وأنشد لخبيب . @ لعمرك ما أرجوا إذا كنت مسلماً على أي حال كان في الله مصرعي @@ أي ما أبالي . الثالث : لا يأملون ، حكاه ابن شجرة وأنشد قول الشاعر : @ أترجو أمة قتلت حسينا شفاعة جَدِّه يوم الحسابِ @@ { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلاَئِكَةُ } فيه قولان : أحدهما : ليخبرونا أن محمداً نبي قاله يحيى بن سلام . الثاني : ليكونوا رسلاً إلينا من ربهم بدلاً من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم . { أَوْ نَرَى رَبَّنَا } فيأمرنا باتباع محمد وتصديقه . { لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِم } فيه وجهان : أحدهما : تكبرواْ في أنفسهم لما قل في أعينهم من إرسال محمد صلى الله عليه وسلم نبياً إليهم . الثاني : استكبروا في أنفسهم بما اقترحوه من رؤية الله ونزول الملائكة عليهم . { وَعَتَوْ عُنُوّاً كَبِيراً } فيه خمسة أوجه : أحدها : أنه التجبر ، قاله عكرمة . الثاني : العصيان ، قاله يحيى بن سلام . الثالث : أنه السرف في الظلم ، حكاه ابن عيسى . الرابع : أنه الغلو في القول ، حكاه النقاش . الخامس : أنه شدة الكفر ، قاله ابن عباس . قيل إن هذه الآية نزلت في عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ومكرز بن حفص بن الأخنف في جماعة من قريش قالوا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا . فنزل فيهم قوله تعالى : { يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلاَئِكَةَ } فيه قولان : أحدهما : عند الموت ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : يوم القيامة ، قاله مجاهد . { لاَ بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمينَ } يعني بالجنة ، قاله عطية العوفي : إذا كان يوم القيامة يلقى المؤمن بالبشرى فإذا رأى الكافر ذلك تمناه فلم يره من الملائكة . { وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً } فيه ثلاث أوجه : أحدها : معناه معاذ الله أن تكون لكم البشرى يومئذ ، قاله مجاهد . الثاني : معناه : منعنا أن نصل إلى شيء من الخير ، قاله عكرمة . الثالث : حراماً محرماً أن تكون لكم البشرى يومئذ ، قاله أبو سعيد الخدري ، والضحاك ، وقتادة ومنه قول الملتمس : @ حَنّتْ إلى النخلة القصوى فقلت لها حجْرٌ حرام إلا تلك الدهاريس . @@ وفي القائلين حجراً محجوراً قولان : أحدهما : أنهم الملائكة قالوه للكفار ، قاله الضحاك . الثاني : أنهم الكفار قالوه لأنفسهم ، قاله قتادة . قوله تعالى { وَقَدِمْنـآ } أي عمدنا ، قاله مجاهد ، قال الراجز : @ وقدم الخوارج الضلال إلى عباد ربهم فقالوا إن دماءَكم لنا حلال @@ { إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ } فيه قولان : أحدهما : من عمل خيراً لا يتقبل منهم لإِحباطه بالكفر ، قاله مجاهد . الثاني : من عمل صالحاً لا يراد به وجه الله ، قاله ابن المبارك . { فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً } فيه خمسة أقاويل : أحدها : أنه رهج الدواب ، قاله علي بن أبي طالب . الثاني : أنه كالغبار يكون في شعاع الشمس إذا طلعت في كوة ، قاله الحسن ، وعكرمة . الثالث : أنه ما ذرته الرياح من يابس أوراق الشجر ، قاله قتادة . الرابع : أنها الماء المراق ، قاله ابن عباس . الخامس : أنه الرماد ، قاله عبيد بن يعلى . قوله تعالى : { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَراً } يعني منزلاً في الجنة من مستقر الكفار في النار . { وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } فيه أربعة أوجه : أحدها : أنه المستقر في الجنة والمقيل دونها ، قاله أبو سنان . الثاني : أنه عنى موضع القائلة للدعة وإن لم يقيلواْ ، ذكره ابن عيسى . الثالث : أنه يقيل أولياء الله بعد الحساب على الأسرة مع الحور العين ، ويقيل أعداء الله مع الشياطين المقرنين ، قاله ابن عباس . الرابع : لأنه يفرغ من حسابهم وقت القائلة وهو نصف النهار ، فذلك أحسن مقيلاً ، من مقيل الكفار ، قاله الفراء .