Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 48-50)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ } قال أبي بن كعب كل شيء في القرآن من الرياح فهو رحمة ، وكل شيء في القرآن من الريح فهو عذاب . وقيل : لأن الرياح جمع وهي الجنوب والشمال والصبا لأنها لواقح ، والعذاب ريح واحدة وهي الدبور لأنها لا تلقح . { بُشْراً } قرئت بالنون وبالباء فمن قرأ بالنون ففيه وجهان : أحدهما : أنه نشر السحاب حتى يمطر . الثاني : حياة لخلقه كحياتهم بالنشور . ومن قرأ { بُشْراً } بالباء ففيه وجهان : أحدهما لأنها بشرى بالمطر . الثاني : لأن الناس يستبشرون بها . { بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } يعني المطر لأنه رحمة من الله لخلقه ، وتأوله بعض أصحاب الخواطر يرسل رياح الندم بين يدي التوبة . { وَأَنزَلْنَا السَّمِآءِ مَآءً طَهُوراً } فيه تأويلان : أحدهما : طاهراً ، قاله أبو حنيفة ولذلك جوز إزالة النجاسات بالمائعات الطاهرات . الثاني : مطهراً ، قاله الشافعي ولذلك لم يجوز إزالة النجاسة بمائع سوى الماء . { لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً } وهي التي لا عمارة فيها ولا زرع ، وإحياؤها يكون بنبات زرعها وشجرها ، فكما أن الماء يطهر الأبدان من الأحداث والأنجاس ، كذلك الماء يطهر الأرض من القحط والجدب . { وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنآ أَنْعَاماً وَأنَاسِيَّ كَثِيراً } فجمع بالماء حياة النبات والحيوان وفي الأناسي وجهان : أحدهما : أنه جمع إنسي . الثاني : جمع إنسان . قوله تعالى : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ } فيه وجهان : أحدهما : أنه الفرقان المذكور في أول السورة . الثاني : أراد الماء الذي أنزله طهوراً . وفيه وجهان : أحدهما : يعني قسمنا المطر فلا يدوم على مكان ، فيهلك ولا ينقطع عن مكان ، فيهلك ، وهو معنى قول قتادة . الثاني : أنه يصرفه في كل عام من مكان إلى مكان ، قال ابن عباس ليس عام بأمطر من عام ، ولكن الله يصرفه بين عباده . { لِيَذَّكَّرُوا } يحتمل وجهين : أحدهما : ليتذكروا النعمة بنزوله . الثاني : ليتذكروا النعمة بانقطاعه . { فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسَ إِلاَّ كُفُوراً } قال عكرمة : هو قولهم مطرنا بالأنواء . روى الربيع بن صبيح قال : أمطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فلما أصبح قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أَصْبَحَ النَّاسُ فِيهَا بَيْنَ رَجْلَينِ شَاكِرٍ وَكَافِرٍ ، فَأَمَّا الشَّاكِرُ فَيحْمِدُ اللَّهَ عَلَى سُقْياهُ وَغِيَاثِهِ وَأَمَّا الكَافِرُ فَيقُولُ مطرنَا بِنَوءِ كَذَا وَكَذَا " .