Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 51-54)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ } يعني إلى ما يدعونك إليه : إما من تعظيم آلهتهم ، وإما من موادعتهم . { وَجَاهِدْهُم بِهِ } فيه وجهان : أحدهما : بالقرآن . الثاني : بالإِسلام . { جِهَاداً كَبِيراً } فيه وجهان : أحدهما : بالسيف . الثاني : بالغلظة . قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَينِ } فيه وجهان : أحدهما : هو إرسال أحدهما إلى الآخر ، قاله الضحاك . الثاني : هو تخليتها ، حكاه النقاش وقال الأخفش مأخوذ من مَرَجْتَ الشيء إذا خليته ، وَمَرَجَ الوالي الناس إذا تركهم ، وأمرجت الدابّة إذا خليتها ترعى ، ومنه قول العجاج . @ " رَعى بها مَرْج ربيع ممرجاً " @@ وفي البحرين ثلاثة أقاويل : أحدها : بحر السماء وبحر الأرض ، وهو قول سعيد ، ومجاهد . الثاني : بحر فارس والروم ، وهو قول الحسن . الثالث : بحر العذب وبحر المالح . { هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } قال عطاء : الفرات : العذب ، وقيل هو أعذب العذب . وفي الأجاج : ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه المالح ، وهو قول عطاء ، وقيل : هو أملح المالح . الثاني : أنه المر ، وهو قول قتادة . والثالث : أنه الحار المؤجج ، مأخوذ من تأجج النار ، وهو قول ابن بحر . { وََجَعلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً } فيه ثلاثة أقويل : أحدها : حاجز من البر ، وهو قول الحسن ، ومجاهد . الثاني : أن البرزخ : التخوم ، وهو قول قتادة . والثالث : أنه الأجل ما بين الدنيا والآخرة ، وهو قول الضحاك . { وَحِجْراً مَّحْجُوراً } أي مانعاً لا يختلط العذب بالمالح ، ومنه قول الشاعر : @ فَرُبّ في سُرادقٍ محجورِ سرت إليه من أعالي السور @@ محجور أي ممنوع . وتأول بعض المتعمقين في غوامض المعاني أن مرج البحرين قلوب الأبرار مضيئة بالبر ، وهو العذب ، وقلوب الفجار مظلمة بالفجور وهو الملح الأجاج ، وهو بعيد . قوله عز وجل : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً } يعني من النطفة إنساناً . { فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً } فالنسب مِن تناسُب كل والد وولد ، وكل شيء أضفته إلى شيء عرفته به فهو مناسِبُهُ . وفي الصهر وجهان : أحدهما : أنه الرضاع وهو قول طاووس . الثاني : أنه المناكح وهو معنى قول قتادة ، وقال الكلبي : النسب من لا يحل نكاحه من القرابة ، والصهر من يحل نكاحه من القرابة وغير القرابة . وأصل الصهر الاختلاط ، فسميت المناكح صهراً لاختلاط الناس بها ، ومنه قوله تعالى : { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُوِهِم } [ الحج : 20 ] وقيل إن أصل الصهر الملاصقة .