Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 1-9)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { طسم } فيه أربعة أوجه : أحدها : أنه اسم من أسماء الله أقسم به ، والمقسم عليه { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ } ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه اسم من أسماء القرآن ، قاله قتادة . الثالث : أنه من الفواتح التي افتتح الله بها كتابه ، قاله الحسن . الرابع : أنها حروف هجاء مقطعة من أسماء الله وصفاته : أما الطاء ففيها قولان : أحدهما : أنها من الطول . الثاني : أنها من الطاهر . وأما السين ففيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها من القدوس . الثاني : أنها من السميع . الثالث : من السلام . وأما الميم ففيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها من المجيد . الثاني : من الرحيم . الثالث : من الملك . ولأصحاب الخواطر في تأويل ذلك قولان : أحدهما : أن الطاء شجرة طوبى ، والسين سدرة المنتهى ، والميم محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم . الثاني : أن الطاء طرب التائبين ، والسين ستر الله على المذنبين ، والميم معرفته بالغاوين ، وقد ذكرنا في تفسير { الم } من زيادة الـتأويلات ما يجزىء تخريجه قبل هذا الموضع . قوله { بَاخِعٌ نَّفْسَكَ } فيه وجهان : أحدهما : قاتل نفسك ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والبخع القتل ، قاله ذو الرمة : @ ألا أيهـذا الباخـع الـوجـد نفسـه بشيءٍ نحتـه عن يـديـه المـقـادِرُ @@ الثاني : محرج نفسك ، قاله عطاء ، وابن زيد . قوله : { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ ءَايَةً } فيها وجهان : أحدهما : ما عظم من الأمور القاهرة . الثاني : ما ظهر من الدلائل الواضحة . { فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } فيه أربعة أوجه : أحدها : لا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصيته . الثاني : أنه أراد أصحاب الأعناق فحذفه وأقام المضاف إليه مقامه ، ذكره ابن عيسى . الثالث : أن الأعناق الرؤساء ، ذكره ابن شجرة ، وقاله قطرب . الرابع : أن العنق الجماعة من الناس ، من قولهم : أتاني عنق من الناس أي جماعة ، ورأيت الناس عنقاً إلى فلان ، ذكره النقاش . قوله { أَوَلَمْ يَرَواْ إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ } أي نوع معه قرينة من أبيض وأحمر ، وحلو وحامض . أحدها : حسن ، قاله ابن جبير . الثاني : أنه مما يأكل الناس والأنعام ، قاله مجاهد . الثالث : أنه النافع المحمود كما أن الكريم من الناس هو النافع المحمود . الرابع : هم الناس نبات الأرض كما قال تعالى : { وَاللَّهُ أَنَبتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتاً } [ نوح : 17 ] فمن دخل الجنة فهو كريم ، ومن دخل النار فهو لئيم .