Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 10-22)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { وَيَضِيقُ صَدْرِي } أي أخاف أن يضيق قلبي وفيه وجهان : أحدهما : بتكذيبهم إياي ، قاله الكلبي . الثاني : بالضعف عن إبلاغ الرسالة . { وَلاَ يَنْطَلِقُ لِسَانِي } فيه وجهان : أحدهما : من مهابة فرعون ، قاله الكلبي . الثاني : للعقدة التي كانت به . { فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ } أي ليكون معي رسولاً ، لأن هارون كان بمصر حيث بعث الله تعالى موسى نبياً . { وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ } فتكون علي بمعنى عندي ، وهو قول المفضل ، وأنشد قول أبي النجم : @ قد أصبحت أم الخيار تدَّعي علي ذَنْبا كلّه لم أصْنَعِ @@ والثاني : معناه ولهم عليّ عقوبة ذنب . { فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } قد خاف موسى أن يقتلوه بالنفس التي قتلها ، فلا يتم إبلاغ الرسالة لأنه يعلم أن الله تعالى بعثه رسولاً تكفل بعونه على تأدية رسالته . قوله عز وجل : { فَقُولاَ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالِمِينَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : معناه أرْسَلَنا رب العالمين ، حكاه ابن شجرة . والثاني : معناه أن كل واحد منا رسول رب العالمين ، ذكره ابن عيسى . والثالث : معناه إنا رسالة رب العالمين ، قاله أبوعبيدة ، ومنه قول كثير : @ لقد كَذَّب الواشون ما بُحْتُ عندهم بسرٍّ ولا أرسلتهم برسول @@ أي رسالة . قوله عز وجل : { قَاَلَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً } أي صغيراً ، لأنه كان في داره لقيطاً . { وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } لم يؤذن له في الدخول عليه سنة ، وخرج من عنده عشر سنين ، وعاد إليه يدعوه ثلاثين سنة ، وبقي بعد غرقه خمسين سنة ، قال ذلك امتناناً عليه . { وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ } يعني قتل النفس . { وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } فيه قولان : أحدهما : أي على ديننا الذي لا تقول إنه كفر ، وهو قول السدي . الثاني : من الكافرين لإحساني إليك وفضلي عليك ، وهذا قول محمد بن إسحاق . قوله عز وجل : { قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ الضَّآلِينَ } يعني قتل النفس ، قال المفضل : ومعنى إذن لموجبٍ . { وَأَنَاْ مِنَ الضَّآلِينَ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : من الجاهلين ، وهو قول مجاهد لا يعلم أنها تبلغ . والثاني : من الضالين عن النبوة ، لأن ذلك كان قبل الرسالة ، وهو معنى قول الضحاك . الثالث : من الناسين ، وهو قول ابن زيد ، كما قال تعالى : { أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى } . قوله عز وجل : { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمْنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } فيه أربعة أوجه : أحدها : معناه أن اتخاذك بني إسرائيل عبيداً قد أحبط نعمتك التي تمن عليّ ، وهذا قول عليّ بن عيسى . والثاني : معناه أنك لما ظلمت بني إسرائيل ولم تظلمني ، أعددت ذلك نعمة تمنّ بها عليّ ؟ قاله الفراء . والثالث : أنه لم تكن لفرعون على موسى نعمة لأن الذي رباه بنو إسرائيل بأمر فرعون لاستعباده لهم ، فأبطل موسى نعمته لبطلان استرقاقه . والرابع : أن فرعون أنفق على موسى في تربيته من أموال بني إسرائيل التي أخذها من أكسابهم حين استعبدهم ، فأبطل موسى النعمة وأسقط المنة ، لأنها أموال بني إٍسرائيل لا أموال فرعون ، وهذا معنى قول الحسن . وفي التعبيد وجهان : أحدهما : أنه الحبس والإِذلال ، حكاه أبان بن تغلب . الثاني : أنه الاسترقاق ، فالتعبيد الاسترقاق ، سمي بذلك لما فيه من الإِذلال ، مأخوذ من قولهم طريق معبد ، ومنه قول طرفة بن العبد . @ تبارى عناقـاً ناجيـات وأتـبـعت وظـيـفـاً فـوق مـورٍ مُـعَبـّدِ @@ أي طريق مذلل .