Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 32-35)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالَتْ يَآ أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي } أشيروا عليّ في هذا الأمر الذي نزل بي فجعلت المشورة فتيا وقيل : إنها أول من وضع المشورة . { مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونَ } أي ممضية أمراً ، وفي قراءة ابن مسعود قاضية أمراً ، والمعنى واحد . { حَتَّى تَشْهَدُونَ } فيه وجهان . أحدهما : حتى تشيروا ، قاله زهير . الثاني : حتى تحضرواْ ، قاله الكلبي . قوله تعالى : { قَالُواْ نَحْنُ أُوْلُواْ قُوَّةٍ } أي أهل عدد وعدة . { وَأُوْلُواْ بَأْسٍ شَدِيدٍ } أي شجاعة وآلة ، وفي هذا القول منهم وجهان : أحدهما : تفويض الأمر إلى رأيها لأنها المدبرة لهم . الثاني : أنهم أجابوها تبادرين إلى قتاله ، قاله ابن زيد . قال مجاهد : كان تحت يدي ملكة سبأ اثنا عشر ألف قيل تحت كل قيل مائة ألف مقاتل وهذا بعيد . { وَالأَمْرُ إِلَيْكِ } الآية . عرضوا عليها الحرب وردواْ إليها الأمر ، قال الحسن : ولّوا أمرهم علجة يضطرب ثدياها ، حدث أبو بكرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمُ امْرَأَةٌ " . قوله : { قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا } قال ابن عباس أخذوها عنوة ، وأفسدوها ، وخربوها . ويحتمل وجهاً آخر : أن يكون بالاستيلاء على مساكنها وإجلاء أهلها عنها . { وَجَعَلُواْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً } أي أشرافهم وعظماءهم أذلة وفيه وجهان : أحدهما : بالسيف ، قاله زهير . الثاني : بالاستعباد ، قاله ابن عيسى . ويحتمل ثالثاً : أن يكون بأخذ أموالهم وحط أقدارهم . { وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ } فيه قولان : أحدهما : أن هذا من قول الله ، وكذلك يفعل الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ، قاله ابن عباس . الثاني أن هذا حكاية عن قول بلقيس : كذلك يفعل سليمان إذا دخل بلادنا ، قاله ابن شجرة . قوله تعالى : { وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ } اختلف فيها على أربعة فيها على أربعة أقاويل : أحدها : أنها كانت لبنة من ذهب ، قاله ابن عباس . الثاني : أنها كانت جوهَراً ، قاله ابن جبير . الثالث : أنها كانت صحائف الذهب في أوعية الديباج ، قاله ثابت البناني . الرابع : أنها أهدت غلماناً لباسهم لباس الجواري ، وجواري لباسهم لباس الغلمان ، قاله مجاهد ، وعكرمة وابن جبير ، والسدي ، وزهير ، واختلف في عددهم فقال سعيد بن جبير : كانوا ثمانين غلاماً وجارية ، وقال زهير كانوا ثمانين غلاماً وثمانين جارية . { فَنَاظِرةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ } قال قتادة : يرحمها الله إن كانت لعاقلة في إسلامها وشركها ، قد علمت أن الهدية تقع موقعها من الناس . واختلف فيما قصدت بهديتها على قولين : أحدهما : ما ذكره قتادة من الملاطفة والاستنزال . الثاني : اختبار نبوته من ملكه ، ومن قال بهذا اختلفوا بماذا اختبرته على قولين : أحدهما : أنها اختبرته بالقبول والرد ، فقالت : إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه على ملككم وإن لم يقبل الهدية فهو نبي لا طاقة لكم بقتاله ، قاله ابن عباس وزهير . الثاني : أنها اختبرته بتمييز الغلمان من الجواري ، ومن قال بهذا اختلفوا بماذا ميزهم سليمان عل ثلاثة أقوال . أحدها : أن أمرهم بالوضوء فاغترف الغلام بيده وأفرغت الجارية على يديها فميزهم بهذا ، قاله السدي . الثاني : لما توضؤوا غسل الغلمان ظهور السواعد قبل بطونها ، وغسل الجواري بطون السواعد قبل ظهورها ، فميزهم بهذا ، قاله قتادة . الثالث : أنهم لما توضؤوا بدأ الغلام من مرفقه إلى كفه وبدأت الجارية من كفها إلى مرفقها ، فميزهم بهذا ، قاله ابن جبير .