Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 27-31)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ … } الآية ، هذا قول سليمان للهدهد قال ابتلي فاختبر من ذلك فوجده صادقاً . { اذْهَبِ بِّكِتَابِي هَذَا إِلَيهِمْ } قال مجاهد أخذ الهدهد الكتاب بمنقاره فأتى بهوها فجعل يدور فيه فقالت ما رأيت خيراً منذ رأيت هذا الطير في بهوي فألقى الكتاب إليها . قال قتادة : فألقاه على صدرها وهي نائمة ، قال يزيد بن رومان : كانت في ملك من مضى من أهلها وقد سيست وساست حتى أحكمها ذلك . { ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ } قال ابن عباس كن قريباً منهم . { فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ } فيه تقديم وتأخير تقديره فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم ، حكاه ابن عيسى ، وقاله الفراء . قوله : { قَالَتْ يَآ أَيُّهَأ المَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِليَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } وفي صفتها الكتاب أنه كريم ، أربعة أوجه : أحدها : لأنه مختوم ، قاله السدي . الثاني : لحسن ما فيه ، قاله قتادة . الثالث : لكرم صاحبه وأنه كان ملكاً ، حكاه ابن بحر . الرابع : لتسخير الهدهد به بحمله . ويحتمل خامساً : لإلقائه عليها عالياً من نحو السماء . قوله تعالى : { إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ } الآية ، أما قولها إنه من سليمان فلإعلامهم مرسل الكتابي وممن هو . وأما قولها : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } فلاستنكار هذا الاستفتاح الذي لم تعرفه هي ولا قومها لأن أول من افتتح { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } سليمان . روى ابن بريدة عن أبيه قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إِنِّي لأَعْلَمُ آيَةً لَمْ تَنْزِلْ عَلَى نَبِيٍ قَبْلِي بَعْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ " ، قال : قلت يا رسول الله أي آية هي ؟ قال : " سَأُعَلِّمُكَهَا قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ " قال : فانتهى إلى الباب فأخرج إحدى قدميه فقلت : نسي ثم التفت إليّ فقال : " إِنَّهُ مِنْ سُلَيمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ " . حكى عاصم عن الشعبي قال : كَانَتْ كُتُبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كتب كان يكتب : باسمك الله ، فلما نزلت { بِسْمِ اللَّهِ مَجْرِيهَا } [ هود : 41 ] كتب : باسم الله ، فلما نزلت { قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ } [ الإِسراء : 110 ] كتب : باسم الله الرحمن ، فلما نزلت { إِنَّهُ مِن سُلَيمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } كتب : بسم الله الرحمن الرحيم . قال عاصم قلت للشعبي أنا رأيت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قال ذلك الكتاب الثالث . وأما قوله : { ألا تعلواْ عليَّ وأتوني مسلمين } فهذه كتب الأنباء موجزة مقصورة على الدعاء إلى الطاعة من غير بسط ولا إٍسهاب . وفي { أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ } ثلاثة أقاويل : أحدها : لا تخالفوا عليّ ، قاله قتادة . الثاني : لا تتكبروا علي ، قاله السدي وابن زيد . الثالث : لا تمتنعوا عليّ ، قاله يحيى بن سلام . { وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : مستسلمين ، قاله الكلبي . الثاني : موحدين ، قاله ابن عباس . الثالث : مخلصين ، قاله زهير . الرابع : طائعين ، قاله سفيان .